توتر كبير و حالة تأهّب قصوى بين صربيا و كوسوفو … ماذا يحدث؟
وضع الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش جيش بلاده في حالة تأهب قتالي قصوى وأمر وحداته بالاقتراب من الحدود مع كوسوفو، بحسب ما ذكرت وكالة تانجوغ للأنباء اليوم الجمعة.
يأتي ذلك في ظل تصاعد التوتر في بلدة شمال كوسوفو يقطنها الصرب. وقد اتهمت بريشتينا سلطات بلغراد بالتصعيد، في حين وصفت الولايات المتحدة إجراءات كوسوفو بالتصعيد غير الضروري.
وقال وزير الدفاع الصربي ميلوس فوسيفيش إنه أصدر أوامر بتحرك قواته عاجلا إلى حدود كوسوفو؛ وأضاف أن من الواضح أن الإرهاب يستهدف الطائفة الصربية في كوسوفو، حسب تعبيره.
وتأتي أوامر فوتشيتش بعدما اشتبك الصرب في بلدية زفيتشان شمال كوسوفو مع شرطة كوسوفو الذين كانوا يحاولون مساعدة عمدة البلدة الألباني العرق المنتخب حديثا لدخول مكتبه.
وقاطع الصرب، الذين يشكلون غالبية المنطقة، الانتخابات المحلية.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن شرطة كوسوفو أطلقت قنابل الغاز المدمع على الحشود التي تجمعت أمام مبنى البلدية.
في مقابل ذلك، حمّل كبير الموظفين في رئاسة كوسوفو بيلريم فيلا صربيا مسؤولية التصعيد في المناطق الشمالية من كوسوفو. وقال في تغريدة على تويتر إن أي محاولة تسلل لعسكريين صرب في زي مدني إلى شمال البلاد ستعرض السلام والاستقرار في المنطقة للخطر، واتهم النظام الصربي بتصعيد الوضع لضمان بقائه.
https://twitter.com/Dardha93/status/1662065074364710913?s=20
إدانة أميركية أوروبية
وأدان بيان مشترك لكل من الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا قرار حكومة كوسوفو الدخول بالقوة لمباني البلدية في شمال كوسوفو، ودعاها للتراجع فورا ووقف ما وصفوه بالتصعيد، وحثوها على التنسيق مع البعثة الأوروبية.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال في وقت سابق إنه يدين بشدة الإجراءات التي اتخذتها حكومة كوسوفو للوصول إلى مباني البلدية في شمال كوسوفو بالقوة. وأضاف أن هذه الإجراءات اتخذتها كوسوفو ضد نصيحة الولايات المتحدة وشركاء كوسوفو الأوروبيين.
وأشار بلينكن إلى أن هذه الإجراءات أدت إلى تصعيد التوترات بشكل حاد وغير ضروري، كما أسهمت في تقويض الجهود للمساعدة في تطبيع العلاقات بين كوسوفو وصربيا، موضحا أنه ستكون لها عواقب على علاقات الولايات المتحدة مع كوسوفو.
وأدان كذلك الاتحاد الأوروبي الاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة شمال كوسوفو، وشجب الهجمات على دوريات البعثة المدنية للاتحاد الأوروبي.
كما دعا رئيس وزراء ألبانيا إيدي راما حكومة كوسوفو لعدم المضي فيما وصفه بالمسار غير الضروري في شمال البلاد، وقال إن “المضي في هذا المسار خطير وغير ضروري في وقت سلط العالم بأسره الضوء على تطبيع العلاقات بين كوسوفو وصربيا”.
مواجهات
واندلعت اليوم مواجهات عنيفة بين الشرطة ومواطنين من الأصول الصربية في البلديات الشمالية لكوسوفو على الحدود مع صربيا، وقالت شرطة كوسوفو إنها تقوم بمهامها وفقا لأحكام القانون والدستور في البلاد للحفاظ على الأمن والسلامة العامة.
وأضافت الشرطة، في بيان، أنها تتخذ إجراءات وتدابير لمنع جميع الأنشطة الإجرامية في البلد وتقدم المساعدة لبلديات زفيتشان وليبوسافيك وزوبين بوتوك الشمالية.
وأظهرت مقاطع فيديو، مواجهات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين الذين أحرقوا عددا من السيارات واعتدوا على عربات الشرطة.
يذكر أن الرئيس الصربي كان تعهد في مارس/آذار الماضي بعدم الاعتراف بإقليم كوسوفو بتاتا بعد رفضه توقيع اتفاق أيّده الاتحاد الأوروبي لتطبيع العلاقات بين الخصمين السابقين.
وترفض صربيا الاعتراف بإقليم كوسوفو الذي يشكل الألبان أغلب سكانه وأعلن استقلاله عنها في عام 2008.
ولا تزال مسألة كوسوفو تستحوذ على اهتمام نحو 6.7 ملايين صربي يعدّون هذه المنطقة المهد القومي والديني لبلادهم.
ويرفض العديد من أفراد الأقلية الصربية في كوسوفو (عددهم 120 ألفا) إعلان ولائهم لبريشتينا بتشجيع من بلغراد، وخصوصا في شمال كوسوفو بالقرب من الحدود مع صربيا والذي يشهد اشتباكات متكررة ومظاهرات وأعمال عنف أحيانا.