طوفان المندب … خفايا البحر الاحمر
المعادلة الاستراتيجية التي فرضها اليمن في منطقة باب المندب و البحر الاحمر وبحر العرب، هي جزء من جهود الدعم والتضامن مع طوفان الأقصى واطلق عليها طوفان المندب.
بفرض اليمن معادلة استراتيجية مهمة في منطقة باب المندب والبحر الاحمر وبحر العرب، من خلال تطبيقه “حصاراً بحرياً” على إسرائيل. حيث يستهدف السفن الإسرائيلية ويهدد بالاستمرار في ذلك حال عدم استجابتها لتحذيراته.
تنص العملية على ربط هذه التهديدات بوقف العدوان على غزة ورفع الحصار عن القطاع. يظهر هذا السيناريو قلقًا إسرائيليًا وأميركيًا، حيث وُصِفَت الخطوة اليمنية بأنها “قاسية”. مما دفع الإدارة الأميركية إلى تشكيل تحالف بحري بهدف “حماية الملاحة الدولية”.
وكيف قامت صنعاء بالرد على هذه التحديات؟
أكد الناطق الرسمي باسم أنصار الله، محمد عبد السلام، في حوار مع الميادين نت العديد من المحاور. منها أن تحالف البحرية الأمريكي الذي أُعلِن عنه لن يؤثر في العمليات اليمنية في البحر الاحمر. وأشار إلى وجود السفن الأمريكية والفرنسية والبريطانية والقواعد العسكرية في الجهة الأخرى من البحر الاحمر. مشيرا إلى فشل هذا التحالف واصفًا إياه بـ “تجمع ضعيف”.
كما أعلن عبد السلام أن هدف التحالف الأمريكي هو حماية إسرائيل وليس حماية الممرات المائية الدولية. وردًا على سؤال حول إمكانية توجيه واشنطن وتل أبيب لضغوط داخلية للضغط على اليمن، اشار عبد السلام أن هذا السيناريو قد لا يكون ناجحًا ويُعَدّ “خيارًا فاشلًا”. وحذر من أي حماقة قد تقوم بها تل أبيب وواشنطن. مؤكدًا على أن الشعب اليمني يقف بقوة مع القيادة اليمنية في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
وفي نفس السياق أشار إلى أن اليمن قادر على الرد بفعالية على أي هجوم قد يستهدفه. سواء بريًا أو بحرًا أو جوًا.
فيما يتعلق بموقف الدول الأفريقية والعربية، أكد عبد السلام أنه إيجابي حتى الآن. وأن هناك استياءًا من تصرفات إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني.
وأشار عبد السلام إلى أن الممرات الدولية المحاذية لليمن آمنة ولا توجد فيها أي مشاكل أمنية. مؤكدا إلى أن الاستهداف يتم على السفن المتجهة إلى إسرائيل.
وأخيرًا، دعا إلى ضرورة مساهمة الشعوب العربية والإسلامية في مقاومة أي دولة قد تقدم بديلًا لإسرائيل لعدم تورطها في جرائم قتل الشعب الفلسطيني.
صنعاء تحت التهديد
كشف عبد السلام أن صنعاء تلقت العديد من الاتصالات غير المباشرة عبر سلطنة عمان. وبعض الاتصالات المباشرة من دول أوروبية منذ بداية العمليات البحرية والصاروخية والجوية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح أن هذه الاتصالات تضمنت ترغيبًا وترهيبًا، حيث أشاروا إلى أن العمليات اليمنية قد تؤثر في المسار السياسي والعمل الإنساني.
وأضاف أن التهديدات تشمل إمكانية تشكيل تحالف دولي بزعم حماية البحر الاحمر. ما يشمل فرض عقوبات، ووصم اليمن بالإرهاب، مع التهديد بإجراءات عسكرية. مؤكداً أن اليمن يرد على هذه التهديدات بالتأكيد على أن موقفه ليس استباطيًا أو بحثًا عن الحروب، بل هو رد على عدوان إسرائيل الوحشي.
وشدد على أن اليمن يحترم المياه الدولية ويعمل على حمايتها. مع رفض أي تدخل في شؤونه الداخلية. كما أعرب عن اهتمام اليمن بحماية المياه الدولية ورفضه لأي تدخل خارجي يهدد أمنه ورؤيته القومية.
وفيما يتعلق بالمفاوضات، أوضح عبد السلام أن النقاشات لا تزال في مرحلة النقاشات مع المجتمع الدولي، ولم يتم التحدث عن نتائج أو خطوات عملية بعد.
قال عبد السلام:”الضربات الصاروخية والطيران المسيّر استهدفت مواقع عسكرية واستراتيجية في جنوبي فلسطين المحتلة. ثم توسّعت العمليات إلى البحر بتوجيه الضربات أولاً للسفن الإسرائيلية. ثم للسفن التجارية المتجهة إلى موانئ الكيان الصهيوني، ومن ثم استهداف السفن التي قد تكون تتبعًا لشركاء إسرائيل أو تنتمي إليه.”
وأضاف:”تصاعد هذه العمليات يأتي رداً على تحديات الواقع والضغط الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني، مع التأكيد على استمرارها بهذا النسق، وربما توسيعها وفقًا للتطورات العسكرية على الأرض.”
وعن المنطلقات التي دفعت اليمن للمشاركة في طوفان الأقصى، أكد الناطق باسم أنصار الله أن “القرار اليمني في المشاركة يستند إلى المبادئ الدينية والأخلاقية والإنسانية والوطنية، مشيرًا إلى أن هذا القرار ليس هدفه الدعاية بل استجابة فعّالة لنداءات المظلومين في غزة وفلسطين.”
وفيما يتعلق بعدم استخدام “ورقة باب المندب” خلال العدوان على اليمن، أوضح عبد السلام أن “اليمن كان قادرًا على اتخاذ مواقف عسكرية على الأرض والبحر والجو، ولكن تم اختيار المشاركة الصاروخية والجوية والبحرية لاستهداف الكيان المحتل، نظرًا لعدم وجود حدود مشتركة بين اليمن وفلسطين المحتلة.”
وأكد أن “هذه المعركة تعتبر استراتيجية وتتطلب اتخاذ مواقف قوية لمواجهة الغطرسة الصهيونية.”
وقال عبد السلام إنّ اليمن، منذ اليوم الأول، يشارك في غرفة مشتركة مع الإخوة الفلسطينيين وسائر محور المقاومة، و”نحن نرى أن موقف المحور إيجابي وداعم ومساند لفلسطين”.
وأشاد عبد السلام بالعمليات الداعمة لملحمة “طوفان الأقصى”، ولا سيما عمليات حزب الله في لبنان ضد مواقع الاحتلال في شمالي فلسطين المحتلة، مؤكداً أنها مثّلت خطراً حقيقياً على الكيان، واستنزافاً حقيقياً له.
وأضاف أنّ “هذه الجبهة المهمة – والتي سقط خلالها عشرات الشهداء من أبناء حزب الله – جعلت الكيان الإسرائيلي يعيش حالة من التوتر”، واصفاً ما يجري عند الحدود اللبنانية – الفلسطينية المحتلة بالمعركة المصيرية والاستثنائية، نظراً إلى أنها تعرّض مصير لبنان لاحتمال حرب محتملة.
وأشاد عبد السلام بالعمليات التي تقوم بها المقاومة الإسلامية في العراق أيضاً، عبر استهداف القواعد الأميركية في سوريا والعراق، مشدداً على أنّها تمثل ضغطاً إيجابياً، يمهد لتنظيف الساحتين العربية والإسلامية من أي وجود أجنبي.
كما نوّه بالعمليات التي تنطلق من سوريا ضد كيان الاحتلال، مشدداً على أنّ “هذا المحور يتصدر المشهد اليوم في مواجهة الكيان الإسرائيلي، ويقدم ثمناً كبيراً من الشهداء والتضحيات الاستراتيجية، في كل المستويات المادية والأخلاقية والإنسانية”.
وأضاف أنّ “محور المقاومة ساند فلسطين في محنة تاريخية كبيرة جداً، وعبّر بالفعل عما ينسجم مع القول”، مؤكداً أنّ “المطلوب هو مزيد من التنسيق”، لافتاً إلى أنّ التنسيق قائم وجيد، وأنّ المعركة تسير بصورة جيدة تخدم المقاومة في فلسطين، مشيراً إلى أنّ “إسرائيل” عاجزة عن تحقيق أي نصر حقيقي.