أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: بسم الله الرحمن الرحيم ” وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” صدق الله العلي العظيم.
أولا ابارك لكم جميعا هذه الذكرى وهذه المناسبة الجميلة والعظيمة والعزيزة على قلوبنا جميعاً مناسبة عيد المقاومة والتحرير في الخامس والعشرين من آيار من كل عام، استذكارا للإنتصار الإلهي الكبير والعظيم الذي تحقق في لبنان عام 2000 في مثل هذا اليوم.
طبعا في البداية دائما في هذه المناسبة في بداية الكلمة أنا أقول لدينا مقطع أخلاقي وإن كان متكرراً ولكنه من الواجبات.
أولاً: الشكر لله سبحانه وتعالى، بفضله ولطفه ورحمته وبركاته ونصره وإعانته ومساندته وحمايته وإيصاله هذه المعركة إلى تلك الخاتمة العظيمة خاتمة الانتصار والتحرير، فَله أولاً ودائماً وأبداً وسرمداً الشكر والحمد.
وأيضا الشكر لكل الذين صنعوا هذا النصر، ساهموا بصنع هذا النصر، لكل المضحين بالدرجة الأولى، للشهداء الأعزاء الذين قدموا أرواحهم ودماءهم الزكية وتركوا كل شيء وراءهم وذهبوا إلى الأمام، لعائلات الشهداء الذين ما زالوا كما قُلت في السابق لا تنتهي معاناتهم في الأسبوع أو الأربعين أو الذكرى السنوية وإنما تستمر هذه المعاناة هذا الصبر هذا التحمل، هذه المشاعر المُضحية، على سبيل المثال اليوم، عندما فقدت عائلة شهيدٍ عزيزة ابنتها، والتي لقيت تعاطفاً كبيرًا لأنه هي في الحقيقة تمس العواطف في صميم القلوب، الفتاة خديجة ابنة الشهيد حسن ابراهيم اسماعيل.
عوائل الشهداء الجرحى الشكر لهم ولعائلات الجرحى الذين يصبرون ويتحملون ويصمدون مع الجرحى.
الأسرى الذين منّ الله تعالى عليهم بالحرية وتحملوا سواءً في أنصار، أو عتليت، أو الخيام، أو معتقلات لبنان، أو السجون داخل الكيان، بعضهم أمضى سنوات طويلة، آلام الأسر والسجن، معاناته وتعذيبه، وعائلاتهم التي عانت في زمن الأسر وفي زمن الغربة.
المجاهدون المقاتلون الذين عملوا في الليل وفي النهار وسهروا وقاتلوا وحضروا في كل المعارك والعمليات والساحات وكانوا دائما في الخطوط الأمامية، وكانوا دائماً في معرض الشهادة أو الجرح أو الأسر، وعائلاتهم أيضاً التي تحملت معهم طوال تلك السنوات هذا العبء الكبير.
العاملون في جميع المواقع التي كانت جزءاً أساسياً في حركة المقاومة سواء كانت أطر تنظيمية، إعلامية، ثقافية، إجتماعية، خدماتية، من قضى نحبه منهم ومن ينتظر، خصوصاً يعني اغلبهم صاروا بالستين وبالسبعين، خصوصاً الجيل الأول رحمة الله على من رحل منهم وحفظ الله الأحياء والباقين وأمد في أعمارهم.
الشكر للناس الذين صمدوا في الشريط الحدودي المحتل وخلال مرحلة الإحتلال وأيضاً في محيط قرى التماس مع الشريط الحدودي المحتل، الناس الشكر لكل الناس الذين احتضنوا هذه المقاومة ودعموها وساندوها وقدموا لها فلذات اكبادهم ودافعوا عنها وحموا عنها في كل المناطق اللبنانية وخصوصاً في البقاع والجنوب.
الشكر للجيش اللبناني والقوى الأمنية الذين تكاملوا في هذه المعركة وفي هذه المهمة، الشكر للجيش السوري في عام 1982 إلى التحرير الذي تحمل وقدم الشهداء والتضحيات، الشكر للفصائل الفلسطينية التي شاركتنا العمليات أيضاً قبل عام 2000 وإلى عام 2000 وقدمت الشهداء والجرحى، هنا نتحدث عن الناس بالميدان.
الشكر لكل الرؤساء الذين واكبوا تلك المرحلة وخصوصاً عام 2000، الشكر لكل العلماء وأيضاً للمراجع الدينية وخصوصا لمراجعنا الكبار الذين حموا هذه المقاومة وأفتوا بشرعيتها وقدموا لها كل أشكال الدعم المعنوي والمادي.
الشكر لكل القوى السياسية التي آمنت بهذا الطريق، لكل من دعم وساند بالكلمة، بالإعلام، بالموقف، بالأدب، بالشعر، بالفن، بالمال، بالدعاء، في لبنان وفي خارج لبنان وفي العالمين العربي والإسلامي. طبعا وهنا وأنا اتوجه بالشكر للشهداء وعوائل الشهداء والجرحى وعوائل الجرحى والأسرى والمقاتلين، المناضلين، المجاهدين، الناس، أنا لا اتحدث فقط عن شهداء وأسرى وجرحى ومقاتلي حزب الله، أتحدث عن جميع قوى المقاومة التي ساهمت في صنع هذا الإنتصار عام 2000 في حزب الله، في حركة أمل، في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، في الأحزاب الوطنية، في القوى الاسلامية اللبنانية، أيضا يجب أن نتوجه بالشكر إلى الدولتين اللتين دعمتا بقوة وبكل ما تستطيعان هذه المقاومة حتى حققت الانتصار عام 2000، اعني الجمهورية الإسلامية في إيران والجمهورية العربية السورية، واللتين ما زالتا في نفس الموقع، موقع المساندة والدعم والثبات.
طبعاً يجب أن نخص بالشكر هنا قادتنا الشهداء الذين تحملوا أعباء كبيرة، سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي، شيخ شهداء المقاومة الإسلامية الشيخ راغب حرب، القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية، القادة الجهاديين الكبار السيد مصطفى بدر الدين، الحاج حسان اللقيس، وعدد كبير من القادة الشهداء.
وأيضاً القادة الشهداء في بقية حركات المقاومة اللبنانية الذين أيضاً كان منهم الكبار الذين قدموا دماءهم حتى كان هذا الإنتصار.
لا بد أيضاً ان نُجدد الذكر ان هذه المقاومة في لبنان التي ننتمي إليها والتي تأسست حتى قبل ال1982، امتدت بعد ال82 وكان مؤسسها الميداني الفعلي الأول هو سماحة الإمام المغيب السيد موسى الصدر أعاده الله ورفيقيه بخير ان شاء الله.
هذه في المقدمة الأخلاقية التي ان شاء الله لا نكون قد نسينا أحد.
عندما نأتي للذكرى اليوم وندعو دائما إلى احياء هذه المناسبة بقوة لعدة أسباب في الحقيقة:
أحد هذه الأسباب ان هذه التجربة هي تجربة عظيمة ومهمة ومنتصرة ومظفرة، يعني ما حصل في لبنان بالحد الأدنى منذ العام 82 وحتى العام 2000 والآن لا نتحدث ع نما بعد ال2000.
الإضاءة على الأحداث التي حصلت، التطورات، المواجهات، العمليات، مقاومة، الإنجازات، المعادلات التي صنعتها المقاومة في لبنان، هذا أمر مهم جدا لأن هذه التجربة مليئة بالعبر، مليئة بالدروس، مليئة ومهمة جداً ليس لاستذكار الماضي فقط للحاضر وللمستقبل، لأن لبنان ما زال هو جزء من هذه المنطقة التي تعاني من وجود هذا الكيان الغاصب، ومن يفترض أن المعركة مع الاحتلال ومع الكيان قد انتهت هو مشتبه، لأن هذا الكيان هذا العدو ما زال يُمارس عدوانه وتهديده كل يوم وطمعه، وهناك جزء من أرضنا ما زال تحت الإحتلال، وبالتالي هذه التجربة يجب أن نستفيد أولاً منها وأن نُقدمها لكل شعوب المنطقة وشعوب العالم ليستفيدوا منها.
ثانياً: للأجيال الحاضرة، للشباب والشابات، مثلاً إذا تحدثنا عن تحرير ال2000 الذين وُلدوا عام 2000 الآن أعمارهم 23 سنة ومن كانوا ما زالوا اطفال 3 أو 4 أو 5 سنوات الآن أعمارهم 28 سنة أو 29 سنة، هؤلاء لم يعيشوا ولم يواكبوا مرحلة الاحتلال، لا احتلال ال78 ولااحتلال ال1982 وما عانه الشعب اللبناني والمقيمون في لبنان من اعتداءات، ومن قصف، ومن تهجير، ومن قتل ومن مجازر، ومن آلام، ومن اذلال، ومن سجون، ومن معتقلات ومن حواجز ومن أذى معنوي وجسدي.
ولم يشهدوا أيضا تجربة المقاومة وتجربة ثباتها وارادتها وصلابتها وتضحياتها وغربتها ومظلوميتها، وما قدمته من دماء وما انجزته من انجازات وابداعات، هم لم يعيشوا كل هذه الظروف.
وهذه تجربة يجب أن يطلعوا عليها، ومن مسؤولية المسؤولين والاعلاميين والعلماء والمثقفين والمفكرين والمؤرخين والفنانين، كلٌ بحسب ما يتوفر لديه من واجبهم جميعاُ ومن واجبنا جميعاً ان نُضيء على هذه المرحلة، لأن اليوم هذه الأجيال الشابة هي صاحبة الحاضر وهي صانعة المستقبل، يجب أن تتعرف على هذا الماضي.
وأيضاً من أجل أن نُذكر أن تعرف الأجيال الحاضرة وأن نُذكر الشعب اللبناني كله ان هذا الانتصار لم يأتي بالمجان ولم يأتي نتيجة مظاهرتين هنا أو اعتصامين هنا أو تدخل دولي هنا أو لا أعرف ماذا، وإنما جاء حصيلة سنوات طوال كما قُلنا من التضحيات والشهادة والصبر والتحمل والتهجير و.. و.. و..
إذاً الأثمان التي قُدمت لصنع هذا الانتصار كانت أثمان عالية وغالية جدا، ودائما نحن نقول أغلى ما عندنا أعز ما عندنا أجمل ما عندنا قدمناه في هذه المقاومة حتى كان هذا الانتصار.
عندما يَعرف شعبنا وأجيالنا الشابة ان هذا الانتصار وهذا التحرير وهذا الانجاز التاريخي الذي هو من أهم انتصارات لبنان في تاريخ لبنان، إنما كان نتيجة هذه التضحيات الجسام حينئذٍ يجب عليهم أن يُحافظوا عليه وأن يتمسكوا به أن يُدافعوا عنه وأن يصونه، وليس كما يسعى البعض أن يُفرطوا به أو أن يضعوه في دائرة النسيان لأنه يبنى عليه، يبنى عليه.
هذه التجربة إذا يجب أن يُبنى عليها للحاضر وللمستقبل.
نأتي للمناسبة، اليوم نحن في 25 أيار، لدينا ذكرى 25 أيار عيد التحرير الذي تم فيه تحرير الأرض اللبنانية باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر.
قبلها أيضاً بأيام إذا عدنا قليلاً لدينا مناسبة 17 أيار الذي يذكرنا هذا اليوم باتفاقية الذل التي وقعها لبنان الرسمي في ذلك الوقت مع العدو الإسرائيلي في عام 1983 وواجهتها القوى الوطنية ومختلف فصائل المقاومة، وكان من رموز الشهادة في مواجهتها الشهيد محمد نجدة.
إذا عندنا 17 أيار للتذكير بالخيارات الخاطئة، عندنا أيضا قبلها 15 أيار هي ذكرى النكبة 1948، والذي يعني اليوم مضي 75 سنة على احتلال فلسطين وقيام الكيان الغاصب.
طبعا 75 سنة هي مرحلة مهمة جداً يجب أن نتوقف عندها.
إذا عندنا من النكبة للخيارات الخاطئة للخيارات الصحيحة إلى التحرير عام 2000.
اليوم أود أن أقف قليلاً عند التحولات الكبرى التي حصلت خلال المرحلة الأخيرة لنقول نحن اليوم أين في هذا الصراع، البعض قد يعتقد أنه أنا أتحدث فقط عن وضع المنطقة والوضع الاقليمي، ان هذا ما علاقته بلبنان؟ بعض اللبنانيين الذين يعتبرون لبنانيتهم زائدة عن غيرهم، لا هذا أول أحد معنى به هو لبنان، كما معنية به فلسطين ومثلما معنية فيه سوريا ومعنية به كل شعوب ودول المنطقة، لأنه كما ذكرت في البداية هذا الصراع مع العدو الإسرايلي لم ينتهي، ما زال لدينا أرض محتلة وهناك تهديد ووعيد وأطماع، وبالتالي وضعية هذا الكيان، دفاعية أو هجومية هذا الكيان، قوة أو ضعف هذا الكيان، على ضوء الأوضاع الداخلية والاقليمية والدولية وتحولات المنطقة، لها تأثير مباشر على سلامة لبنان، على أمن وأمان لبنان، على حاضر لبنان، على مستقبل لبنان، على اقتصاد لبنان، وبالتالي لبنان هو جزء أساسي من هذه الوضعية ومن هذه المعادلة ومن هذا المصير ومن هذا الحاضر والمستقبل الذي نتحدث عنه ونتطلع إليه.
طبعاً نتيجة أنني لا أُريد الحديث أكثر من ساعة، هناك بعض العناوين تكفي فيها الإشارة لأننا تحدثنا عنها في السابق وهناك بعض العناوين قد افصل فيها قليلا/ لأنه يُمكن ان نُؤكد على بعض التفاصيل فيها.
عندما نتحدث عن هذه التحولات، يعنى لنرى اليوم هذا الكيان الذي طردته المقاومة في لبنان عام 2000 ، هذا الكيان اليوم والذي كان يخطط له ويفترض له أن يكون كياناً قوياً جباراً، ممتداً من النيل إلى الفرات، قوة عظمى في الاقليم، مهيمنة مسيطرة مطمئنة، تفرض إرادتها على حكومات وشعوب المنطقة، عندما جاءوا بإسرائيل وصنعها الإنجليز ولاحقا الأمريكان والغرب عموماً، هذا كان الهدف.
اليوم أين صرنا بهذه التحولات؟ الواقع الحالي ما هو؟ الذي سنرى أن المستقبل القريب والبعيد سيبنى عليه، وعندما نتحدث عن هذه التحولات، هذه التحولات لم تحصل بالصدفة، وإنما هي نتيجة صراع طويل بدأ قبل المقاومة في لبنان، بدأ منذ 75 سنة، من الشعب الفلسطيني، من إرادته من مقاوميه، من شهداءه، من غربته، من تهجيره وتشريده، إلى لبنان بال48 وبعد ال48 للسبعينات ولل78 ولل82 إلى ال2000 وإلى ال2006 وإلى اليوم، أيضاً سوريا ودول وشعوب المنطقة.
إذا أتينا إلى خلاصات في الوضع الحالي، لأننا نقوم بتقدير وضع على ضوئه نستطيع أن نبني ونفهم الأمور التي تحصل، وخصوصا النقطة الأساسية بخطاب اليوم هو موضوع التهديدات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة، والتي أوجدت أجواءً من القلق في المنطقة، حسناً نحاول أن نرسم الصورة والمشهد بعبارات مختصرة، لن أقول واحد واثنان وثلاثة كي لا نخطىء في العد، اليوم لا إسرائيل كبرى وطبعا كل هذا أتى نتيجة أعيد وأقول جهاد المقاومين وشعوب المقاومة بالمنطقة، اليوم لا إسرائيل كبرى من النيل إلى الفرات، بعد الإنسحاب في لبنان 25 أيار2000 وبعدها الإنسحاب من قطاع غزة انتهى موضوع إسرائيل الكبرى، لا إسرائيل عظمى، هذه إسرائيل العظمى انتهت في 2006 مع لبنان وفي 2008 مع غزة وكل يوم هي تنتهي. إسرائيل اليوم تختبئ خلف الجدران والحديد والنار، أيضا من التحولات المهمّة، في الوضع الدولي، عندما كان هناك هيمنة أميركيّة على النظام العالمي بعد سقوط الإتحاد السوفيتي، كانت هي الفرصة الذهبية لتثبيت إسرائيل في المنطقة،من خلال فرض التسويات على الفلسطنيين واللبنانيين والسوريين، بعد أن فُرضت على المصريين والأردنيين، والتسويات التي يُراد فرضها خصوصاً على الفلسطينيين كانت تسويات مُذلة رفضها الفلسطينيون، اليوم هذا الأمر انتهى، يعني هم عجزوا حتى في ظل هيمنة أميركا على العالم،وانهيار القوى الكبرى الأخرى وغيابها،أميركا تعتبر أنها قادرة على فعل ما تريد، مع ذلك صمد الشعب الفلسطيني، صمد لبنان,صمدت سوريا، صمدت إيران، صمد محور المقاومة بالمصطلح الجديد ولم يخضع لتلك التسويات، لا المفاوضات ولا الحروب التي شُنّت على هذه الشعوب وعلى هذه الدول استطاعت أن تفرض تسوية من هذا النوع، ولا أيضاً لاحقاً في ما سمّي ب”الربيع العربي”، لأنهم راهنوا كثيراً أن الربيع العربي قد يُفرز أنظمة صنعتها من جديد، موّلتها من جديد أميركا وبالتالي يذهبوا فيها إلى تسويات مذلة، وكلنا كنا نسمع في السنة الأولى في سوريا الكثير من أصوات المعارضة السورية التي كانت تتحدث عن الصلح مع إسرائيل وإعطائهم الجولان وتأجيرهم الجولان و إلخ.. هذا كله انتهى، وسقط أيضاً معه صفقة القرن.
اليوم عندما يتغير هذا النظام العالمي الجديد، لم يعد هناك هيمنة أميركية على كل العالم، العالم يسير بإتجاه نظام متعدد الأقطاب وهذا بالتأكيد يُقلق إسرائيل،عندما لم يكن من مصلحة إسرائيل نظام عالمي متعدد الأقطاب، من مصلحتها نظام عالمي تحكمه أميركا، هذا إذا تحوّل إستراتيجيّ مهم جداً، التراجع الأميركي في المنطقة اليوم، نحن لا نتحدث أماني كلا، اليوم في واشنطن وأميركا هناك نقاشات أنا منذ كم يوم قرأت مقال ل”إليوت إبرامز”، وهذا من كبار المحافظين الجدد الذي كانوا مع جورج بوش الإبن، والذي كان شريكاً في كل الحرب التي شُنّت على كل المنطقة من أفغانستان إلى العراق إلى.. إلى… إلى..، إحدى الأمور التي كان يقولها، كان ينتقد طبعا التراجع الأميركي في المنطقة،الإنسحابات الأميركية في المنطقة، وأنّ هذه أعطت رسالة عدم إطمئنان للحلفاء الذين أخذوا خيارات ثانية، وأصبحوا مضطرين أن يذهبوا إلى الصين أو روسيا ويتفاهموا مع إيران، وانعكاس هذا الأمر على إسرائيل، هذا يعبّر عن القلق الموجود لدى العدو، عندما يرى أن الحامية الأساسيّة له وهي أميركا تنكفأ عن المنطقة تدريجيّا سيخاف, وينقل هو(أي إليوت)ويقول هذه ليست قصة إدارة بايدن وإدارة ترامب، النقاش هذا موجود عند الديموقراطيين وعند الجمهوريين، وعند الجهتين هناك نقاش يقول: حسنا نحن نريد أن نذهب و نفتعل حروب بالمنطقة ونرسل جيوشنا للمنطقة، دفعنا خسائر هائلة في الأرواح، في الأموال، تكلفة معنوية هائلة، هو ( أي اليوت ابرامز) يتكلم عن ذلك، في تجربة أفغانستان، في تجربة العراق، اذاً ما هي الجدوى؟ كما تعلمون أميركا لا تعمل خادم عند أحد، إسرائيل خادم في المشروع الأميركي وليست أميركا خادمة في المشروع الإسرائيلي، ليس هناك شيء إسمه مشروع إسرائيلي غير أداء الوظيفة المحددة له أميركياً، وقبل ذلك بريطانياً، حسناً إسرائيل كيان وظيفي مطلوب منه أداء مهمة في المنطقة،عندما الذين يوظفونه يريدون أن يناقشوا بالجدوى من وجودهم، من أساطيلهم، من جيوشهم، من حروبهم، هذا أيضاً تحوّل هائل جداً وكبير جداً، والأمورسارية، أيضاً عندما تأتي الأولويات الأميركية، موضوع روسيا وأوكرانيا، موضوع الصين هذا تفصيل وتحدثنا عنه ومعروف لكم، لكن أنا أريد أن أؤكد على العناوين، إذاً التراجع الأميركي، الفشل الأميركي، النقاش الأميركي في الجدوى،الأولويات الأميركية، النظام العالمي الجديد، كل هذا من الأمور التي تدعو قادة الصهاينة إلى القلق، هذا الخوف هذا القلق هذه التحولات آخر الأمر سنقول ما هي ثمراتها.
أيضاً من النقاط المهمة التي في الوضعية الحالية هو الإنقسامات الداخلية في الكيان،الحادّة الصعبة التي نواكبها وتكلمنا عنها، في المقابل تماسك محور المقاومة،ثبات محور المقاومة،عدم تراجع محور المقاومة، الزيارة الأخيرة لرئيس الجمهورية الإسلامية في إيران سماحة السيد رئيسي إلى سوريا، والكلمات التي أُلقيت من السيد رئيسي ومن الرئيس الدكتور بشار الأسد، والبيان الختامي والتأكيد على التحالف الإستراتيجي بين سوريا وإيران، بعد 12 سنة من الحرب الكونيّة على سوريا التي كان من جملة أهدافها إخراج سوريا من هذا الموقع، موقع المقاومة والصمود والتصدي ورفض الإستسلام، هذا يؤكّد على ما أقول، تماسك وثبات محورالمقاومة.
من جملة العناوين المهمّة المستجدّة في هذا الصراع، أريد أن أتكلّم عن القدرة البشرية،عن الإنسان، طبعًا من 75 سنة عُمدة المقاومة في فلسطين وفي لبنان وفي المنطقة بعد الثقة والتوكل على الله سبحانه وتعالى هو على الإنسان, وليس على الإمكانات المالية والعسكرية والدعم الدولي، في الأصل لم يكن هناك في يوم من الأيام توازن مع العدو،أبدا. هذا الإنسان الذي عنده إيمان بربه، إيمان بقضيته، إيمان بشعبه، إيمان بحقه، هذا الإنسان الذي عنده شهامة وشجاهة وجرأة وإقدام، هذا الإنسان الذي عنده استعداد للتضحية إلى حدود الشهادة، هذا الإنسان هو نقطة القوة الأساسية، عندما نتكلم عن 25 أيار 2000 أول شيء يجب أن ننظر إليه هو الإنسان، الإنسان الذي صنع هذا الإنتصار بعون الله وبفضل الله سبحانه وتعالى، الإنسان الذي هو المقاتل والإنسان الذي هو الشهيد والجريح والأسير والذي هوالعائلات، والذي هو الناس و البيئة الحاضنة وكلّ الذين تكلّمنا عنهم في المقدمة.
اليوم بيننا، عندما أقول نحن، قُلت أنه ليس المقصود أنني أتكلم فقط عن حزب الله، كلا، إنما أتكلم عن كل حركات وتيار المقاومة في المنطقة، وهناك أناس مصرّون على الممانعة، والممانعة تيار المقاومة والممانعة…أنا أتكلم عنهم كلّهم، اليوم بالموضوع البشري والقوى البشرية هناك مستجد مهم جداً، لم يكن في يوم من الأيام خلال 75 سنة، أنّ هذه القدرة البشرية المتاحة لمحورالمقاومة أولاً من الناحية النوعيّة هي شيء ممتاز، يعني لدينا أجيال من الرجال والنساء أو فلنتكلم عن المقاتلين،أجيال من المؤمنين، المجاهدين، المضحين،المستعدين للشهادة، الواثقين، ليسوا فقط متحمسين وحسب لا بل فعل حقيقي و جدّي ويثبتوا بالإمتحان وثبتوا بالإمتحانات. حسناً اليوم هذه نوعية الشباب الذي يقاتل في الضفّة،الذي يقاتل في غزة،الذي يصمد في القدس،هذه نوعية الشباب والشابات الذين يرابطون في المسجد الأقص، هذه نوعيّة الشباب في لبنان وفي العراق وسوريا وإيران واليمن و.. و.. و..إلخ، حسنا في المقابل، حتى نتنياهو وليس الآن,بل قبل أكثر من 10 سنوات قال أن الصهيونيّة انتهت عند الشباب الإسرائيلي، لم يعد هناك عقيدة، لم يعد هناك قضية، اليوم الشباب هذه الأجيال تُقبل على الجهاد، تُقبل على الشهادة، تُعلن الإستعداد للتضحية، تحضر في ميادين الخطر، والشباب الإسرائيلي يهرب اليوم، الجيش يتكلم عن مأزق العنصر البشري والشبابي في الجيش الإسرائيلي، وخصوصاً في القوات المقاتلة، وإلى أين يذهب هؤلاء؟ يذهبون إلى القوات غير المقاتلة، ليست التي تقاتل في الميدان وفي معرض الخطر، وأيضاً حتى الذي يريد أن يأتي إلى الميدان ليقنعوه، يجب أن يؤمّنوا له الدبابة والمدفع والإسناد الناري والتغطية النارية والتغطية الجوية، ويمشي فوقه المسيّرات والهليكوبتر والحربي لكي يتقدم، هذه نوعيّة شبابهم وهذه نوعية شباب هذا المحور، هذا بالنوع، وهذا الفرق سيكبر مع الوقت، مع الوقت هذا سوف يكبر وسوف يزداد، وأيضاً من ناحية الكمّ، هنا لا نتحدث عن متحمسين، نتكلم أيضاً عن أصحاب تجربة، في كل هذه البلدان و في كل هذه المناطق، اذا لم أكن أريد أن أتحدث عن ملايين، أتحدث عن مئات الآلاف، يعني أريد أن أنبّه الإسرائيلي الذي هدّد في اليومين الثلاثة وكلّ شوي يقول: الحرب الكبرى، الحرب.. على مهلك نحن نتكلم عن الحرب الكبرى، وهو بدأ يهدّد بالحرب الكبرى، هذه الحرب الكبرى إذا أنت تخمّنها أنّها مع الفلسطينيين فقط أو مع اللبنانيين فقط فأنت مُشتبه، هذه الحرب الكبرى بمعزل عن المواقف الرسمية، ستضيق ساحاتها وميادينها بالمقاتلين، لا أريد أن اتكلم عن ملايين المقاتلين، بل عن مئات آلاف المقاتلين، الذين هم من هذه النوعيّة التي تكلّمت عنها، لا أتكلّم فقط عن كمّ، بل عن كمٍ من هذه النوعية، هنا أنا أدّعي وجود تفوق هائل و تفوق كبير في البعد الإنساني والبشري والنوعي والكمّي في الصراع مع هذا العدو، خصوصاً أنه اذا كان يُريد القيام بحرب كبرى، فإن كل هذه الحدود سوف تُفتح، ليس مثل الأيام القديمة.
إذاً هذا تحول أيضاً كبير لمصلحة محور المقاومة وليس لمصلحة العدو على حساب العدو، أكثر من ذلك أحبّ أن أقول لكم الذي حدث في أحداث المنطقة في سوريا، في العراق، في اليمن، في الحصارعلى إيران، وأيضاً في دول أخرى البحرين و ما شاكل.. هدفه كان إنهاء كل ما يُمِتّ إلى المقاومة وفكر المقاومة وثقافة المقاومة بصلة، من أجل هيمنة الأميركي وتثبيت الإسرائيلي في المنطقة، هذا التهديد تحوّل إلى فرصة، اليوم أصبح هناك قوى مقاومة، قوى مسلحة قوى قادرة، قوى لديها خبرة وتجربة، ولديها إنجازات ولديها انتصارات، هذا ينطبق على سوريا، ينطبق على العراق، ينطبق على اليمن، والقدرة العظيمة التي بات يملكها الشعب اليمني هناك هذا كله جزء، هذا لم يكن موجوداً قبل 10 سنوات و 12 سنة قبل هذا التآمر، إذا هذا أيضاً من التحولات الإستراتيجية المهمة والكبيرة جداً.
من جملة تحولات أيضاً التي ثبتت خلال الفترة الماضية ونُسلّط الضوء عليها الآن هو الإحتضان الشعبي والقدرة على التحمّل، ليس الإحتضان الشعبي بمعنى أن شخص جالس في آخر الدنيا وتحت المكيف وهو يؤيّد المقاومة، مشكور وجيد، هذا أيضاً جيد، لكننا نتكلم عن الإحتضان الشعبي تحت النار، الناس الذين كانوا يُهجرون، الناس الذين كانت تُقصف بيوتهم، الناس الذين كانوا يُجرحون، الناس الذين كانوا يُنكبون، الناس الذين كانت تُصاب أرزاقهم وحقولهم، ولم يتخلوا يوماً عن المقاومة، الإحتضان الشعبي إذا أردنا صورة جديدة له فيتمثل قبل أيام في غزة في معركة “ثأر الأحرار”، عندما لم يجد الإسرائيلي أحدًا في قطاع غزة يخرج ليقول للمقاومة توقفوا، استسلموا، اخضعوا، تراجعوا، بل كنا نسمع التكبيرات والمناشدات والإشادات، هذا يعني الاحتضان.
اليوم هنا أين نقطة القوة؟ نقطة القوة يعني الاختلال في التوازن هو عندما نذهب إلى الجبهة الداخلية عند العدو، لم تعد مثلما كانت في بدايات تشكيل الكيان، لأن هذا الذي نتحدث عنه التراجع العقائدي هو ليس فقط عند الشباب بل هو عند كل مجتمعهم، بالتالي هناك مجتمع هو غير مُستعد لتقديم التضحيات ولتحمل التضحيات، مجرد أن يسقط بعض القتلى بعض الجرحى تجدهم جميعًا بدأوا بالعويل والصراخ، أكثر الانهيارات عندهم عندما يقول لك جرحى، انهيارات نفسية وعصبية، في مجتمع الكيان رغم القبة الحديدية ومقلاع داوود ولا أعرف ماذا تجد العالم ذهبت إلى الملاجئ، في قطاع غزة تصعد إلى السطوح وتنزل على الميادين، هذا الفرق، لبنان كان هكذا، وهذا شاهدناه في تجارب متعددة ومتنوعة. إذًا جبهته الداخلية جبهة ضعيفة، واهنة، قلقة، مضطربة، مستعدة دائمًا أن تحزم الحقيبة وترحل، ولذلك شاهدنا في السنوات الأخيرة إقبال على جوازات السفر، على الجنسيات الأخرى وعلى وعلى وعلى… هذا أيضًا مؤشر مهم جدًا بالتحولات.
من جملة التحولات المهمة هي المرتبطة بالثقة والأمل، الأمل بالبقاء والأمل في المستقبل، اليوم في مجتمع كيان العدو أكثر من أي زمن مضى قلق وجودي، قلق على المستقبل، أنه أصبح لنا 75 سنة هل سنكمل إلى 80؟ إذا أكملنا إلى 80 سنصل إلى 100؟ يعني السقف الذي يتحدثون به 5 سنوات، 10 سنوات، 25 سنة، حتى للـ 100 سنة عندهم نقاش هل يبقون للـ 100 سنة أو لا يبقون؟ وكثر يخططون للبدائل، جواز سفر بديل، جنسية أخرى ويكون جاهزًا للرحيل. في المقابل بالثقة وروح الأمل أكثر من أي وقت مضى جديًا وبدون شعارات وبناءً على وقائع ومعطيات واقعية وميدانية وحقيقية وواحد زائد واحد يساوي اثنان، اليوم الأمل أكبر من أي وقت مضى بتحرير فلسطين من البحر إلى النهر، بالصلاة في المسجد الأقصى، في الحد الأدنى محور المقاومة قادته، مجاهدوه، بيئته يؤمنون بهذا، لديهم يقين بهذا، هذا طبعًا له تأثير كبير على المعركة. واحد عنده يقين أنه منتصر إن شاء الله وسيصلي في القدس، وواحد عنده شكوك كبيرة أنه سيستطيع البقاء ومتى سيحزم حقيبته ويرحل، هذا له تأثير كبير على صراعنا مع العدو.
من جملة التحولات فقدان القيادات التاريخية في كيان العدو، بل فقدان القيادات المؤثرة ذات المصداقية، اليوم رئيس حكومة العدو معروف عند أناسه أنه من أفسد الفاسدين، غياب القيادات سواءً في الزعامة السياسية، في الجنرالات، فقدان الثقة بمؤسسات الكيان. في المقابل الثقة العارمة لدى شعوب وحركات وقوى محور المقاومة بالمحور، بحركاته، بحكوماته، بدوله، بقادته، بحيث أن هؤلاء حاضرون أن يُقدموا فلذات أكبادهم في هذا الطريق وبين يدي هؤلاء القادة.
من التحولات المهمة أيضًا، هو القوة المادية في محور المقاومة، إسرائيل دائمًا كانت قوية، أقوى جيش في المنطقة – هكذا كانوا يقولون – أقوى سلاح جو في المنطقة، التحول هو التحول في قوى المقاومة، في دول المقاومة، التحول في القدرات المادية، العسكرية، الصواريخ، المسيرات، الأسلحة المتنوعة، الذخائر إلى أخره… كمًا ونوعًا وهي أيضًا إن شاء الله في تطور، مثال على ذلك ما عندنا في لبنان.
من جملة التطورات المهمة، خلال 75 عامًا فشل العدو الإسرائيلي ومعه أميركا في إيجاد اختراق حقيقي في المنطقة، في بيئة المنطقة الاجتماعية، الثقافية، السياسية، الشعبية، من خلال عنوان التطبيع، أجرى صلحًا مع مصر ولكن لم يستطع أن يجري تطبيعًا مع الشعب المصري وظلّت العلاقة رسمية، أجرى صلحًا مع الأردن ولكن ظلّت العلاقة رسمية لم يستطع أن يُجري تطبيعًا مع الشعب الأردني، كل الذي حُكي خلال السنوات القليلة الماضية عن تطبيع مع بعض الدول العربية وضخّموه في وسائل الإعلام العربي هو أكاذيب، هو شيء شكلي له علاقة بالحدود الرسمية وليس له علاقة بالناس، وهذه الحكومات التي هي غير قادرة لا على إقناع الناس والشعوب بالتطبيع مع العدو وغير قادرة على أن تفرض على الشعوب التطبيع، لا تقدر أن تفرض عليهم التطبيع، النظام يستطيع أن يُجري تطبيعًا رسميًا ولكن لا يستطيع أن ينقله إلى التطبيع الشعبي، لا بالإقناع لأن هذا باطل وظالم ولا بالقوة. اليوم مثلًا في يوم الجمعة الماضية خطيب الجمعة في البحرين سماحة الشيخ محمد صنقور في خطاب هادئ ينتقد التغييرات في المناهج التعليمية وبعض خطوات التطبيع في البحرين مع العدو الإسرائيلي، في خطبة الجمعة انتقد، يعني لم يحمل السلاح ولم يطلق النار ولم يقم بعصيان مدني، فقط وقف في خطبة الجمعة وانتقد، حكومة البحرين لم تتحمّل واستدعته وزجّت بسماحة الشيخ في السجن، وهذه ليست مسألة داخلية بحرينية حتى يقول أحد أننا نتدخل بالشأن الداخلي البحريني، هذا جزء من معركة الأمة، موضوع المقاومة والتطبيع والاحتلال ومواجهة المشروع الصهيوني. إذًا أيضًا هنا هناك فشل، اليوم الحصانة في الأمة، الرفض للكيان الصهيوني، رفض التطبيع، رفض الاعتراف على مستوى شعوب المنطقة، كُلنا شاهدنا ماذا حصل في مونديال قطر، كلنا لاحقًا قرأنا استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسات أميركية، لا أتحدث عن دولة عربية مطبعة تجري استطلاع رأي كاذب بشعبها، فلنشاهد الأجانب وغير الأجانب الذين يبحثون عن حقيقة معينة ليبنوا عليها حتى لا يعيشوا على الأوهام، كل استطلاعات الرأي قالت أنه لا يوجد تطبيع شعبي، حتى في الدول الخليجية فوق 80 و 85% يرفضون أي شكل من أشكال الإعتراف بإسرائيل أو التطبيع مع إسرائيل.
من التحولات المهمة، تنامي ثقافة المقاومة في المنطقة والثقة بالمقاومة والثقة بانتصار المقاومة والثقة بقدرة المقاومة على تغيير المعادلات وصنع الإنتصارات، مقابل ثقافة الإستسلام والتسليم والخضوع والتسويات التي 75 سنة يُعمل عليها لكن لم تصل إلى نتيجة.
من جملة النقاط المهمة، نقاط القوة في هذا الصراع القائم وهي بالحقيقة نقطة ضعف عند العدو سأعود لها من زاوية أخرى وأريد أن أقول أن الأميركي والإسرائيلي هم يخطئون عندما يُقاربوها بهذه الطريقة. مثلًا قبل أيام في معركة غزة، الخطاب الإسرائيلي ماذا يقول أنه نحن نخوض معركة مع حركة الجهاد الإسلامي الوكيلة الإيرانية، وكيلة إيران، أو تابعة لإيران أو تُمثل إيران أو ما شاكل. في حروب سابقة مع غزة كانوا يقولون نفس الشيء عن حماس. في لبنان يتحدثون نفس الشيء عن حزب الله وهكذا. في العدوان على اليمن كان يُقال نحن نحارب أنصار الله الذين هم وكلاء إيران وأدوات إيران وعملاء إيران. دائمًا محاولة تصوير حركات المقاومة في المنطقة بأنهم وكلاء أو أدوات أو عملاء أو مرتزقة هذا خطأ قاتل عندهم، هذا خطأ قاتل، لأنه عندما تُقاتل الآخر بفهم أنه عميل أو أداة أو وكيل أو مرتزق أو يُقاتل من أجل مبلغ من المال طبعًا حسابات المعركة عندك تختلف وأنت قد تستهين به لأنه أنت لا تقاتل أُصلاء بل تقاتل أدوات أو مرتزقة، أهم نقطة قوة في محور المقاومة أن هؤلاء أُصلاء، الشعب الفلسطيني هو صاحب الأرض، هو صاحب الحق، هو أهل الأرض، هو صاحب القضية، إيران تدعمه، سوريا تدعمه، ليس هو وكيل إيران ولا أداة إيران ولا مرتزق لإيران ولا عميل لإيران، هو صاحب القضية، الأرض أرضه، القدس قدسه، مصيره، مستقبله، بيوته، حقوله، مستقبل أطفاله، اللبنانيون نفس الشيء الذين قاتلوا وما زالوا يحملون لواء المقاومة، هؤلاء أهل الأرض، يُدافعون عن أرضهم، عن أعراضهم، عن كيانهم، عن بلدهم، عن خيراتهم، عن خيرات بلدهم، ماء ونفط وغاز وحدود وإلى آخره، هؤلاء ليسوا مرتزقة، ليسوا وكلاء، ليسوا أدوات. نعم، الجمهورية الإسلامية في إيران لأنها تُناصر الحق والمظلومين والمستضعفين هي تدعمهم وتُناصرهم وتقويهم ولكن هم أصحاب المعركة وهم أصحاب القرار، هم الذين يطلقون النار أو يوقفون إطلاق النار، هم الذين يُثبتون القواعد أو يرفضون القواعد، قواعد الاشتباك أو قواعد الردع، وهكذا بالنسبة لسوريا. هذا خطأ قاتل ما زالوا يرتكبونه. أنتم معركتكم ليست مع مرتزقة جيء بهم من كل أنحاء الأرض، أنتم الذين جيء بكم من كل أنحاء الأرض، أنتم لستم أصلاء، أنتم الوكلاء، أنتم الأدوات، أنتم العملاء، أنتم المرتزقة الذين جاء بكم الإنجليز إلى هذه المنطقة وتبنتكم أميركا في هذه المنطقة، أنتم الكيان الوظيفي، أما محور المقاومة هو المحور، شعبه، حركاته، حكوماته، جيوشه، هم الأصلاء في هذه المنطقة وبالتالي هم أهل الحق، هذا مؤثر جدًا في المعركة.
النقطة الأخيرة بهذا العرض قبل الوصول إلى الخاتمة هو موضوع الردع، هذه من أهم التحولات التي حصلت في المنطقة، في الماضي إسرائيل تستبيح، تقصف، تضرب حيث ما تشاء، لكن الآن هذا الأمر اختلف وكل شيء أصبح له حساب، مع غزة له حساب، مع القدس له حساب، مع لبنان له حساب، مع سوريا له حساب، مع العراق، مع إيران له حساب، مع إيران له حساب كبير، فكل شيء أصبح له حساب فبالتالي الإسرائيلي لا، هذا تحول هائل حصل في العقدين الماضيين. طبعًا في ما يعني حركات المقاومة في المباشر الردع بدأ في الحقيقة من 1992 بعد شهادة مولانا السيد عباس الموسوي والسيدة أم ياسر وطفلهما حسين وبدء المقاومة باستهداف المستعمرات في شمال فلسطين المحتلة، من وقتها بدأ الردع، وجاء بعدها تفاهم تموز 1993، تفاهم نيسان 1996 إلى اليوم، لأنه أصبح هناك محل يُوجع الإسرائيلي، أصبح بعدها كل العمليات التي سيقوم بها الإسرائيلي بالشريط الحدودي أو خارج الشريط الحدودي يحتاج إلى أن يجري ألف حساب للمقاومة التي ستقصف بالكاتيوشا – وقتها كله كان كاتيوشا – المستعمرات في شمال فلسطين المحتلة، هو عنده مستعمرات ومليئة بالناس وهناك مصانع وهناك سياحة، يعني بالنسبة للبنانيين الذين يتحدثون اليوم عن السياحة، هناك سياحة في شمال فلسطين أكثر من لبنان في السنوات الأخيرة وهم خائفين على السياحة عندهم أكثر ما أنتم خائفون على السياحة، والسياحة عندهم متيقّنة والسياحة في لبنان محتملة، أنه نحتمل مجيء مليون أو مليون ونصف سائح، بينما هم أكيد عندهم هذه الأعداد من السائحين. ما الذي يحمي في لبنان؟ هو معادلة الردع، هذا أُنجز، هذا من الإنجازات، هذا من التحولات. وقبل ثأر الأحرار، قبل عملية غزة، الإسرائيليون كلهم، نتنياهو، وزير الحرب، رؤساء الأركان الحاليين والسابقين، المعارضة، الموالاة، كلها مسلمة بتآكل الردع الإسرائيلي، هذا تحول استراتيجي مهم جدًا، جاءت معركة غزة حتى هم ادعوا أنهم يريدون إعادة ترميم صورة الردع وفشلوا، لم يستطيعوا أن يُعيد ترميم صورة الردع، هو قتل الشهداء، لما الجهاد الإسلامي ردوا من أول ساعة هو يبحث عن وقف لإطلاق النار والذي كان يفرض شروط لوقف إطلاق النار هي المقاومة في فلسطين، غرفة العمليات المشتركة وقيادة الجهاد الإسلامي، لم يستطع أن يُجري ترميمًا للردع الذي يتحدث عنه، ليس من المهم أن يقتنع هو أنه أجرى ترميمًا المهم أن حركات المقاومة رُدعت أو لم تُردع، بالعكس تقييم كل قوى المقاومة تقييم أن الإسرائيلي فشل في ترميم الردع والإسرائيلي تلقى درسًا واضحًا أن النيل من أي قائد من قادة المقاومة أو الاعتداء حتى على الناس على المدنيين سيكون له رد وسيدفع ثمنًا وهذا يعني أنه ليس هنالك ردع. اليوم هذا الإنجاز هو إنجاز أيضًا كبير ومهم جدًا في موضوع الردع والمطلوب تعزيز هذا الردع، تثبيته، تقويته حتى لا يجرؤ العدو على الاعتداء في أي نقطة من النقاط.
هنا أصل إلى التهديدات الإسرائيلية الأخيرة، خصوصًا بعد معركة ثأر الأحرار، في الحقيقة هو رأى أن معركة ثأر الأحرار لم تُغير شيئًا في المعادلة، فذهب إلى التصعيد الكلامي والتهويل والتهديد، وهم كانوا متفقين لأنه في وقت واحد كلهم تَحدثوا، لم يسربوا عبر مصادر إعلامية أو صحافية أو ما شاكل، لا، نتنياهو ووزير الحرب ورئيس الأركان ورئيس الاستخبارات وفلان وفلان وفلان تعاقبوا وعملوا جو، أنهم هددوا غزة، هددوا الفلسطينيين، هددوا لبنان، هددوا سوريا، هددوا إيران، وفي إيران زادوا التهديد، طبعًا الإيرانيين ردوا عليهم بما هو أقوى من التهديد الإسرائيلي، هذا أدى إلى قلق في المنطقة ويستدعي أن نقف عنده بكلمتين، لكن الذي يهون الخطب أن اليوم أنا قرأت تصريحًا وطلبت من الإخوان أن يتأكدوا منه، نُقل عن مصدر رسمي، رئيس أركان الجيش أو أحد آخر، كلام إسرائيلي يقول أنه ليس هنالك نية شن حرب على إيران ولا شن حرب على لبنان ولا الذهاب إلى مواجهة وإنما نحن ننبه ونؤكد جهوزيتنا واستعدادنا ونتحدث عن قوتنا، فالإسرائيليين اليوم سحبوا، كل روح التهديدات في الأيام الماضية سحبوها، لماذا سحبوها؟ لأقل لكم لماذا، أولًا هذا الموضوع أدى إلى قلق كبير لدى المستوطنين في شمال فلسطين المحتلة، وطبعًا جاءت المناورة الأخيرة للمقاومة التي تعبر عن جهوزيتها وقوتها وحضورها وشبابها وما شاء الله عليهم ومشكورين الشباب، أصبح هناك حالة خوف ورعب في المستوطنات وبدأ ينعكس على موسم السياحة في شمال فلسطين المحتلة، هذا نقلوه إلى حكومة العدو. أيضًا هناك شيء آخر، في الأسابيع الأخيرة سعر الدولار يرتفع مقابل الشيكل وقاموا بإجراءات في البنك المركزي ليقلصوا المسافة، بعد التهديدات الإسرائيلية الدولار عاد وارتفع، هؤلاء إسرائيليين موضوع المال بالنسبة لهم مهم. حسنًا، قلق في الشمال، قلق على السياحة، الدولار بدأ يرتفع، الناس خافت، هل خاف أحد عندنا؟ أعتقد عندنا لم يخف أحد إلا الذي يخاف، لكن الخوف عندهم، التهديد عندهم والخوف عندهم ولذلك هم عادوا ولمّوا هذا الموضوع.
مع ذلك أنا أُحب أن أعلق بكلمتين لأقول صورة الردع لم يتم ترميمها، على الإسرائيلي أن يَعلم أن لا أحد من حركات وقوى ودول المقاومة يخاف منه، الحسابات هي نفس الحسابات، هو الذي يجب أن يخاف، وذهب إلى التصعيد الكلامي لأنه ليس لديه شيء آخر يفعله.
هنا أُريد أن أُعقب بنقطة أنه بالآونة الأخيرة بكل التصريحات التي صدرت عدد منهم وليس فقط واحد، قال أن فلان يعني تحدثوا عني أنا بالإسم، أن فلان يقترب من ارتكاب خطأ قد يؤدي إلى حرب كبرى ويهددوا، طبعًا أولاً الذي يجب أن يخشى الحرب الكبرى هو الإسرائيلي نتيجة كل التحولات التي تحدثت عنها قبل قليل، هو الذي يجب أن يخشى من الحرب الكبرى.
ثانياً: أنا أُريد أن أرد عليهم بنفس المنطق، أنا أقول لرئيس حكومة العدو ووزير حرب العدو، رئيس أركان جيش العدو، قادة العدو، عليكم أن تنتبهوا وأن لا تخطئوا في التقدير، ليس أنتم تخبروننا بأن لا نُخطىء في التقدير، عليكم انتم ان لا تخطئوا أيضاً في التقدير، وأُكرر ما قلته في يوم القدس أنه يمكن أن تخطئوا في التقدير فترتكبوا خطأ ما في غزة أو في الضفة أو في فلسطين أو في لبنان أو في سورية أو في إيران وقد يؤدي إلى تفجير كل المنطقة، قد يكون خطأكم في التقدير هو الذي يؤدي إلى الحرب الكبرى في المنطقة، والحرب الكبرى في المنطقة هي التي ستودي بكم إلى الهاوية، إن لم تودي بكم إلى الزوال، لذلك عليهم أن يتراجعوا، وهم تراجعوا على كل حال، عن تهديداتهم وأن يتخلوا عن عنجهيتهم وأن يعرفوا أن الزمان هو غير الزمان.
في ظل هذه الأوضاع وهنا أختم لبنانيا، عندما نقول كل هذه التحولات، طبعا أين يستفيد لبنان من كل هذه التحولات، لبنان يستفيد أنه كلما تراجعت قدرة العدو كلما ضعف هذا العدو، كلما أصبحت إجراءاته وعدوانه وميدانه محدود وضيق، هذا يعطي مساحة أكبر من الأمن والأمان للبنان والشعب اللبناني واللبنانيين، لأنه في ظل الأمان والأمن أيها الشعب اللبناني العزيز، نستطيع أن نكمل ونذهب والخطوات ماشية في شكل جدي بموضوع النفط والغاز وإستخراج النفط والغاز، في ظل الأمن والأمان يأتون السياح إلى لبنان وتنتعش السياحة في لبنان، الأمن والامان شرط أساسي لأي معالجة إقتصادية في المستقبل، من دون أمن وأمان لا توجد سياحة، من دون أمن وأمان لا يوجد إقتصاد، من دون أمن وأمان حتى حياة سياسية تصبح مرتبكة أكثر مما هي مرتبكة، كلما إزداد ضعف الإسرائيلي لبنان يرتاح ويأخذ مساحة أوسع، أنظروا منذ العام 2000 إلى اليوم إذا استثنينا فقط ال 33 يوم التي هي حرب، من ال2000 إلى ال2023، كيف ينعم جنوب لبنان والبقاع الغربي والمنطقة الحدودية، بالأمن والامان والإزدهار و..و..و..، الدولة يجب أن تتحمل المسؤولية، لكن في الأمن والأمان هذا كله بفضل المعادلة، الجيش والشعب والمقاومة، لذلك اليوم في ذكرى التحرير في 25 أيار دعوى الى كل اللبنانيين ان يضعوا النكد والخلاف جانباً، اليوم يوجد مظلة حماية حقيقية وواقعية وليست وهمية ولا إدعاءات ولا شعارات، مظلة حماية حقيقية للبنان، تُجسدها هذه المعادلة، الجيش والشعب والمقاومة، يحسب لها العدو الإسرائيلي ألف حساب، وتحسب لها الإدارة الأميركية في مقاربتها للأحداث عندنا ألف حساب، لا تُفرطوا فيها وحافظوا عليها، أخرجوها من دائرة الجدال البيزنطي الذي لن يؤدي إلى نتيجة، بل إعملوا على تعزيز هذه القوة وعلى تعزيز هذه القدرة.
في ظل هذا الأمن والأمان، الذي تُؤمنه هذه المعادلة في مواجهة العدو الإسرائيلي ويؤمنه الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية في الداخل اللبناني وتعاون القوى السياسية، نستمر إن شاء الله ويستمر بلدنا بالسلم الأهلي ورغم كل الصراخ والحساسيات وبعض الشتائم والأصوات المرتفعة، وعلى كل حال ليس هناك مجال أمام اللبنانيين سوى أن يعودوا إلى الحوار وأن يتعاونوا وأن يتلاقوا لمعالجة أزماتهم.
في الملف الرئاسي، المطلوب المزيد من النشاط والمزيد من الإتصالات والمزيد من الحوار، نحن لسنا في قطيعة مع أحد في هذا الملف، نحن دائماً نقول لكل الأصدقاء وحتى غير الأصدقاء تعالوا لنتناقش في الخيارات الرئاسية ولكن بلا شروط مسبقة، فلنضع لائحة عليها كل الأسماء ونتناقش وليس بشرط مسبق إلغائي لأحد دون آخر، المعطيات الإقليمية وما يجري في المنطقة يدعو إلى التفاؤل كما قُلنا في الأيام الأخيرة، ننتظر أيضاً في الأيام القليلة المقبلة، قد تكون هناك ما يدعو إلى التفاؤل وإلى المزيد من التواصل لإنجاز هذا الملف.
هذا أولاً، ثانياً: في ملف حاكم مصرف لبنان وبعد الإلتباسات والإتهامات والدعاوى القضائية وما شاكل، أعتقد ونعتقد في حزب الله أنه هناك خياران، الخيار الأول: إما أن يتنحى الحاكم، هو من تلقاء نفسه، ويستقيل، ويقول بعد كل هذا أنا لا أستطيع ان أُكمل في هذه المسؤولية، أو أن يتحمل القضاء مسؤوليته لأننا في ظل حكومة تصريف أعمال لا تملك صلاحية التعيين والعزل دستورياً، وأيضاً المطلوب التفاهم على الوضع البديل فيما لو أقدم الحاكم على التنحي أو أقدم القضاء اللبناني على موقف حقيقي ومسؤول.
وفي ملف النازحين، نُجدد الدعوة وإن كان البلد أصبح على مواقع التواصل الإجتماعي والسياسيين لا أعرف أين يوجد كبسة زر فتهوج االعالم كلها وفجأة تهدأ العالم كلها، بعيداً عن الأجواء الإعلامية والتحريض الإعلامي، يصعد وينزل، ثم ينسون ويتذكرون، هذا ملف حقيقي وجدي وقُلنا أن الجدية خصوصاً اليوم بعد القمة العربية في مدينة جدة، والتواصل الذي حصل مع عدد من الدول العربية وبين لبنان وسوريا، على أكثر من مستوى، أعود وأَقول بأن الحل الحقيقي هو في قرار حكومي ووفد حكومي عال المستوى، يذهب إلى سوريا ويعيد العلاقات طبيعية مع سوريا، ويدخل في نقاش حقيقي وجدي، يوجد ملاحظات وإشكالات وأسئلة ومعضلات؟ بالتأكيد، قد لا يكون لبنان وسوريا قادرين على حلها بأجمعها، ولكن أكيد هم يستطيعون حل جزء كبير منها، وبالتالي تأمين عودة معقولة وكريمة لعدد كبير من هؤلاء النازحين.
أنا قُلت أنني لا أُريد أن أُطيل أكثر من ساعة، إنتهى الوقت، بكل الاحوال مجدداً في عيد الإنتصار وعيد التحرير وعيد المقاومة، أُهتئكم جميعاً وأبارك لكم جميعاً، ونحن من بنت جبيل بيوم 25 أيار 2000 قُلنا أن هذا إنتصار اللبنانيين وهذا عيد اللبنانيين وهذا مستقبل اللبنانيين وهذا إنتصار كل شعوب منطقتنا، ونحن ما زلنا على هذه القناعة، ونُقدر كل التضحيات والجهود من كل الأحزاب والقوى والفصائل والناس على إختلاف إنتماءاتهم وتياراتهم، الذين توحدوا في معركة المقاومة وصنعوا هذا الإنتصار، اليوم هؤلاء ما زالوا في نفس الموقع في لبنان ما زالوا في نفس الموقع، هذه القوى الوطنية الشريفة المقاومة، عندما تَحدثت عن العدد أيضاً هؤلاء مأخوذين بعين الإعتبار بقوة، لبنانياً وغير لبنانياً، كل عام وأنتم بخير وإن شاء الله إلى المزيد من الإنتصارات والإنجازات، وطالما أن هناك من يتحمل المسؤولية، من هو مستعد للتضحية، ما دام هناك شرف وكرامة ودماء تجري في العروق وأُباة للضيم ورافضون للذل وللهوان، “إسرائيل” إلى مزيد من السقوط والسقوط والسقوط، وستتحقق جملة ونبوءة ومقولة شهيدنا القائد الأمين العام السيد عباس الموسوي(رضوان الله عليه) “إسرائيل سقطت”، هو لم يتحدث فقط عن سقوطها وكان يرى سقوطها الآتي، كما نراه جميعاً إن شاء الله “إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً”، كل عام وأنتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.