هي حكاية شعب آمن بقضيته فخرج من المعركة رافعًا رايات النصر… 25 أيار عيد المقاومة و التحرير
عيد المقاومة والتحرير هو يوم يحتفل به في لبنان في 25 أيار/مايو من كل عام، ويأتي هذا اليوم تخليداً لاندحار الجيش الإسرائيلي من معظم الأراضي اللبنانية التي احتلها في العام 1978، وذلك بفضل المقاومة اللبنانية وجهودها المستمرة لطرد الاحتلال الإسرائيلي. ويعد هذا اليوم مناسبة للاحتفال والتذكير بالصمود والتحدي الذي قدمه اللبنانيون في وجه الاحتلال الإسرائيلي والميليشيات التابعة له.
تاريخ عيد المقاومة والتحرير يعود إلى عام 2000، حيث نجحت المقاومة اللبنانية بدحر الجيش الإسرائيلي عن أراضي جنوب لبنان دون حصول أي مفاوضات أو اتفاقيات مع إسرائيل. وقد بدأت عملية التحرير في 21 مايو/أيار 2000، حيث أعلنت كتائب تابعة لميليشيا جيش لحد العميل لإسرائيل في القطاع الأوسط استسلامهما، وقام الأهالي بعد ذلك باجتياح بشري مدعوم من مجموعات المقاومة الإسلامية لتحرير القرى، ولم تمنعهم الاعتداءات والقصف التي قام بها الجيش الإسرائيلي من التقدم.
تحررت في الأيام التالية عدة قرى وبلدات في جنوب لبنان، مثل الغندورية وحولا ومركبا وبليدا وبني حيان وطلوسة وعديسة وبيت ياحون وكونين وورشاف ورب ثلاثين، وفي اليوم الثاني تحررت بلدات بنت جبيل وعيناتا ويارون والطيري وباقي القرى المجاورة. وفي هذا اليوم اقتحم الأهالي معتقل الخيام وفتحوا أبوابه وحرروا الأسرى مع رحيل الاحتلال وعملائه. وفي 24 أيار/مايو 2000 اكتمل انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان والبقاع الغربي، وأعلن رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سليم الحص يوم 25 أيار/مايو 2000 عيد المقاومة والتحرير.
يحتفل اللبنانيون بهذا اليوم سنوياً بطريقة رسمية وشعبية، حيث تقام مختلف الفعاليات والمناسبات لتذكير الناس بالصمود والتحدي التي قدمها اللبنانيون في وجه الاحتلال الإسرائيلي والميليشيات التابعة له. وتشمل الاحتفالات عروضًا فنية وثقافية ورياضية، إضافة إلى عروض الألعاب النارية والمسيرات الشعبية والفعاليات الدينية.
وتجدر الإشارة إلى أن عيد المقاومة والتحرير يأتي في سياق تاريخي مضطرب، حيث عانى لبنان من صراعات عدة، بما في ذلك الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت من عام 1975 حتى 1990 والتي تركت آثاراً سلبية كبيرة على البنية التحتية والاقتصاد والمجتمع في البلاد. وما زالت لبنان تواجه الكثير من التحديات، بما في ذلك الصراعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى التحديات الأمنية والخطر الذي يشكله وجود جيش الاحتلال الإسرائيلي على الحدود الجنوبية للبلاد. ومع ذلك، فإن عيد المقاومة والتحرير يعكس إرادة الشعب اللبناني في الصمود والتحدي والاستمرار في النضال من أجل الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية.