لا مقايضة بين الغجر والخيمتين؛ لبنان أبلغ الوسطاء أن قضية قرية الغجر خارج النقاش وأن خيام حزب الله مرتبطة بالنقاط الـ 16 المتنازع عليها ومن ضمنها نقطة B1
تواصلت الجهود الدبلوماسية لضبط التوتر في الجنوب بعدما قام العدو الإسرائيلي بضم القسم الشمالي من بلدة الغجر إلى الأراضي المحتلة. في الوقت نفسه، تصر المقاومة على الاحتفاظ بخيمتين في مزارع شبعا المحتلة خلف “خط الانسحاب”. يواصل الفرنسيون والأميركيون والأمم المتحدة جهودهم الوساطة بعد أن تلقوا رسمياً من لبنان أن قضية الغجر خارج نطاق النقاش وأن الخيمتين مرتبطتان بالنقاط الستة عشر المتنازع عليها، بما في ذلك نقطة B1.
على الرغم من سقوط الاقتراحات السابقة، تواصل الأطراف الخارجية جهودها لإيجاد “حل” يمنع أي تصعيد. أظهر الجانب الأميركي اهتماماً كبيراً بالتطورات على الحدود مع فلسطين المحتلة، حيث قام المستشار الخاص للرئيس الأميركي عاموس هوكشتين بزيارة سرية إلى تل أبيب والتقى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لبحث عدة مواضيع، بما في ذلك التوتر بين إسرائيل وحزب الله ومساعي التوصل إلى اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية. يجدر الإشارة إلى أن هوكشتين قاد سابقاً جهوداً للتفاوض في ملف الترسيم البحري جنوبًا، وتم التوصل إلى “اتفاق” من خلال وساطة أميركية ورعاية الأمم المتحدة عام 2022. وقد أُبلغت لبنان من دول غربية أن إسرائيل مستعدة للدخول في محادثات حول الترسيم البري، على الرغم من اعتراضها سابقًا، وتقتصر المناقشة على النقاط المتنازع عليها. وعلى الرغم من عدم اعتراض لبنان، يعتبر أن النزاع البري يشمل مزارع شبعا وكفرشوبا والغجر، وبالتالي فإن عدم حسم هذه النقاط لا يعني حسم النزاع، ولا يوجد تفاوض مقابل إزالة الخيمتين.
وفي بيروت، تم تبليغ لبنان بإمكانية زيارة هوكشتين لبيروت قريبًا لمواصلة الجهود. يرى الإدارة الأميركية في هذا التطور فرصة لإنجاز الترسيم البري الذي تستعجله منذ انتهاء الترسيم البحري. وعلى الرغم من عدم وجود أي اتصال رسمي حتى الآن من الأميركيين مع المسؤولين اللبنانيين بهذا الصدد. يجدر الإشارة إلى الموقف اللبناني الذي يصر على ربط الترسيمين البري والبحري معًا كرد فعل على محاولات العدو الإسرائيلي المستمرة لفرض التعديات البرية كواقع وتثبيت نقاط الحدود وبناء الجدار العازل على طول الحدود قبل الانسحاب منها في بعض المواقع. أكد وزير الخارجية عبدالله بو حبيب أن طرح الترسيم البري جنوبًا هو مسألة جدية وهو الحل لمختلف الإشكاليات على الحدود الجنوبية ولا يعني تطبيعًا، وأشار إلى وجود 13 نقطة خلافية على الحدود مع إسرائيل، حيث توجد اتفاقات بشأن 7 منها و6 تشكل موضوع خلاف.
وقد أوعزت وزارة الخارجية لبعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك بتقديم شكوى للأمين العام ومجلس الأمن الدولي حول استمرار احتلال الجانب الإسرائيلي للأراضي اللبنانية واستكمال ضم الجزء الشمالي من الغجر، وطلبت إدانة هذا الخرق الذي يشكل خرقًا فاضحًا وخطيرًا للسيادة اللبنانية وقرار المجلس الأمن 1701 (2006)، وطالبت بانسحاب فوري وغير مشروط للعدو الإسرائيلي من جميع الأراضي اللبنانية المحتلة.
وفي إطار استكمال المساعي الدبلوماسية والتحضيرات للمناقشة الدورية لتقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول تطبيق القرار 1701 (2006) المقررة في 20 يوليو 2023، ومتابعة طلب تمديد ولاية اليونيفل في نهاية أغسطس 2023، التقى وزير الخارجية بسفراء الصين وإسبانيا واليابان وبحث السبل الرامية لوقف عملية الاستيلاء على الأراضي اللبنانية المحتلة في الجزء الشمالي من الغجر، وطلب المساعدة في معالجة هذا الخرق الذي يهدد الاستقرار في جنوب لبنان والمنطقة. كما تمت مناقشة مسألة الخيمتين في مزارع شبعا. وفي نفس السياق، التقى بو حبيب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان والسفيرة الأميركية في بيروت وأُبلغ الجانبين بأن لبنان سيقدم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي بشأن هذا الموضوع.
وفي انتظار الموقف الذي سيلقيه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الذكرى السابعة عشرة لعدوان تموز 2006، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن الخيمتين موجودتان على أراضٍ لبنانية وأن الجماعة تطالب المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل بتنفيذ القرار 1701 والانسحاب من الشطر الشمالي لبلدة الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا ونقطة B1، التي تعتبر نقطة استراتيجية تطل على الأراضي المحتلة.