هل سمعت عن عملية “الخفاش الازرق” التي حدثت في مثل هذا اليوم في لبنان !
في 15 يوليو 1958، بدأ الجيش الأميركي عملية “الخفاش الأزرق” في لبنان، والتي كانت أول تطبيق لمبدأ أيزنهاور الذي أعطى الولايات المتحدة الحق في التدخل في الدول المهددة بالشيوعية.
تعود أسباب تنفيذ عملية الخفاش الأزرق إلى التوترات التي كانت تجتاح لبنان في ذلك الوقت. في عام 1956، تصاعدت التوترات بين لبنان ومصر بعد رفض الرئيس اللبناني كميل شمعون قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدول الغربية التي هاجمت مصر خلال أزمة السويس. وتزايدت حدة هذا التوتر عندما أعلن شمعون تقربه من حلف بغداد، الذي اعتبره جمال عبد الناصر تهديداً للقومية العربية.
في هذا السياق، قرر الرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور إرسال قوات مشاة البحرية الأميركية إلى لبنان بناءً على طلب شمعون، وذلك لدعم حكومته الموالية للغرب التي كانت تتعرض للتهديد من جانب سوريا ومصر.
تم تنفيذ عملية الخفاش الأزرق بمشاركة حوالي 14,000 جندي من الجيش الأميركي والمارينز. كان الهدف الرئيسي من العملية هو احتلال وتأمين مطار بيروت الدولي وميناء بيروت ومداخل المدينة. بفضل وجود القوات الأميركية، تم القمع وسحبت القوات الأميركية في 25 أكتوبر 1958.
يُعتبر دور الدبلوماسي الأميركي روبرت ميرفي أيضًا أمرًا هامًا في تنفيذ عملية الخفاش الأزرق. تم تعيينه بعد انتهاء العملية للعمل كممثل للرئيس أيزنهاور في لبنان. وقد لعب ميرفي دورًا حاسمًا في إقناع شمعون بالاستقالة وتعيين فؤاد شهاب، قائد الجيش المسيحي المعتدل، بدلاً منه وفقًا للتوافق مع عبد الناصر.
تُعد عملية الخفاش الأزرق حدثًا هامًا في تاريخ لبنان والتدخل الأميركي في الشؤون الداخلية للبلاد. وقد أثارت العملية جدلاً واسعًا في الشرق الأوسط، حيث رأى البعض أنها تدخل أميركي غير مبرر في شؤون سيادة دولة عربية.