تقنية شرائح للأدمغة من نيورالينك تحصل على موافقة أميركية لبدء التجارب السريرية على البشر

أعلنت “نيورالينك”، الشركة الناشئة في مجال التكنولوجيا العصبية التي تأسست بمشاركة رجل الأعمال إيلون ماسك، يوم الخميس، أنها حصلت على موافقة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) لإجراء أول تجربة سريرية على البشر، وأعلنت ذلك عبر حسابها على موقع “تويتر”.

وصرحت الشركة في تغريدة قائلة: “هذا نتيجة العمل الرائع الذي قام به فريق نيورالينك بالتعاون الوثيق مع إدارة الغذاء والدواء، وتمثل هذه الخطوة الأولى المهمة في سعينا لتمكين تقنيتنا من مساعدة العديد من الأشخاص في المستقبل”.

وأضافت الشركة: “لم يتم فتح باب التوظيف في تجربتنا السريرية حتى الآن، وسنقوم بالإعلان عن المزيد من المعلومات حول هذا الأمر في وقت قريب”.

We are excited to share that we have received the FDA’s approval to launch our first-in-human clinical study!

This is the result of incredible work by the Neuralink team in close collaboration with the FDA and represents an important first step that will one day allow our…

— Neuralink (@neuralink) May 25, 2023

وقام ماسك بإعادة نشر التغريدة على حسابه الشخصي في تويتر مع تعليقه: “تهانينا لفريق نيورالينك”.

وذكرت شبكة “سي إن بي سي” اليوم الخميس أن “نيورالينك” تعتزم زرع شرائح بحجم العملة المعدنية في أدمغة البشر، تسمى “لينك”، بهدف تمكين العقل البشري من التحكم في الأجهزة الإلكترونية المعقدة باستخدام الإشارات العصبية فقط. ومن المتوقع أن يساعد هذا الابتكار الأشخاص الذين يعانون من الشلل الكامل على استعادة التواصل مع أحبائهم من خلال تحريك هذه الإشارات العصبية

وأكد موقع “سي إن بي سي” أنه حتى الآن لا يعرف مدى نجاح هذه التجربة، ولم يتم الرد من قبل إدارة الغذاء والدواء أو شركة “نيورالينك” على طلب الشبكة للتعليق.

تعتمد “نيورالينك” على نظام “بي سي آي” الذي يقوم بفك تشفير إشارات الدماغ وترجمتها إلى أوامر للتكنولوجيا الخارجية.

ووفقًا للموقع، تم دراسة تقنية “بي سي آي” منذ عقود، وقد قامت العديد من الشركات بتطوير أنظمة واعدة يتطلعون لإطلاقها في السوق. ومع ذلك، الحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء لجهاز طبي تجاري ليس مهمة سهلة، حيث يتطلب من الشركات إجراء العديد من التجارب الشاملة وجمع بيانات السلامة بنجاح.

ولم تتمكن أي شركة حتى الآن من الحصول على موافقة نهائية من إدارة الغذاء والدواء، ولكن من خلال الحصول على الموافقة لإجراء دراسة مع مرضى بشر، فإن “نيورالينك” تقترب خطوة واحدة من الوصول إلى السوق.

ومن المفترض، وفقًا للموقع، أن يتم طلب من المرضى أن يخضعوا لعملية جراحية في الدماغ لزرع الشريحة الصغيرة والدائرية التي ستعالج الإشارات العصبية وتترجمها.

وسيتم ربط الشريحة بالإشارات العصبية من خلال سلسلة من الخيوط الرفيعة والمرنة التي يتم إدخالها مباشرة في أنسجة المخ لاكتشاف الإشارات العصبية.

وسيتعلم المرضى الذين يستخدمون أجهزة “نيورالينك” التحكم بها من خلال تطبيق على الأجهزة الذكية، وبعد ذلك سيتمكن المرضى من التحكم في الماوس ولوحات المفاتيح الخارجية من خلال اتصال “بلوتوث”، وفقًا للموقع الإلكتروني للشركة.

صحيفة “نيويورك تايمز” نقلت في فبراير الماضي اتهامات منظمات حقوق الحيوان لشركة “نيورالينك” بإجراء تجارب غير أخلاقية على القرود. تم التحقيق في هذه الاتهامات من قبل وزارة النقل الأميركية، والتي استكملت تحقيقها في مزاعم استخدام الشركة لأساليب شحن غير صحية أثناء نقل غرسات الدماغ من أدمغة القرود.

مع ذلك، يبدو أن إيلون ماسك، مؤسس شركة “نيورالينك”، لم يتأثر بهذه الاتهامات واستمر في الترويج لجهاز الشركة من خلال مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي. تم استخدام مقاطع الفيديو لعرض حيوانات الاختبار وتوضيح فعالية التكنولوجيا وسلامتها. وتضمنت أحد الفيديوهات قرد مكاك يُدعى بيجر، يبلغ من العمر تسع سنوات، يلعب لعبة فيديو بواسطة واجهة الدماغ التي تم زراعتها.

وفقًا لصحيفة “واشنطن بوست”، لم تكشف شركة “نيورالينك” عن التأثيرات السلبية للواجهة التي تم زراعتها في أدمغة القرود، وبدلاً من ذلك، يركز ماسك على تجاربه وأبحاثه التي يدعي أنها ستحسن وضع مرضى الشلل النصفي.

من المهم أن يتم التأكد من ممارسة الأبحاث العلمية بأعلى مستويات الأخلاق والسلامة، وأن تلتزم الشركات بالتقنيات والعمليات الصحية والآمنة عند إجراء التجارب الطبية.