فيديو – في مواجهة القنابل العنقودية: من سيتفوق في صراع القوة بين الولايات المتحدة و روسيا؟
عند الحديث عن القنابل العنقودية الأمريكية والروسية، يجب مراعاة الاختلافات في التصميم والاستخدام. تم تصميم القنابل العنقودية الأمريكية خلال فترة الحرب الباردة لاستهداف القوات البشرية والمدرعات التابعة لدول حلف وارسو. استخدمت القوات الأمريكية هذه القنابل في فيتنام وكمبوديا ولاوس.
تزعم الولايات المتحدة أنها تمتلك ذخائر عنقودية في شكل قذائف مدفعية أو صواريخ، ويمكن إطلاقها من الجو. يعتبر انفجار أكثر من اثنين بالمئة من القنابل العنقودية الأمريكية المصنوعة عند سقوطها خطرًا على المدنيين قبل تفجيرها أو تدميرها.
أما القنابل العنقودية الروسية، فتم تصميمها لتدمير المركبات المدرعة والمنشآت الهندسية المحصنة والرادارات ووسائل الدفاع الجوي ومراكز القيادة. ومن بين أحدث النماذج الموجودة في الجيش الروسي، توجد قنبلة تسمى “دريل” أو “المثقاب”، وتستهدف بشكل ذاتي وتحتوي على عشرين قنبلة صغيرة تفجر بشكل مستقل.
كما تحتوي القوات الروسية على قنابل عنقودية شديدة الانفجار تزن 500 كيلوغرام وتحتوي على 126 قذيفة صغيرة. نسبة كبيرة من هذه القنابل لا تنفجر فوراً عند الارتطام.
عند استخدام هذه القنابل في الميدان الأوكراني، ستمطر مساحات واسعة بمئات القنابل الصغيرة. ومن المهم ملاحظة أن نحو 40 بالمئة من هذه القنابل لا تنفجر فوراً، مما يشكل تهديدًا للأجيال المقبلة وقد يتسبب في وقوع ضحايا بين الأطفال.
ما يجب أن نفهمه حول القنابل العنقودية هو أنها تحتوي على مئات القنابل الصغيرة التي تنتشر في مناطق واسعة تتراوح مساحتها بين حجم ملعب كرة القدم وعدة هكتارات، وبالتالي فهي تشكل خطرًا على الجنود والمدنيين، وبخاصة الأطفال.
القنابل العنقودية تم استخدامها منذ الحرب العالمية الثانية واستمر استخدامها في حروب مثل حرب فيتنام، حيث أطلقت الولايات المتحدة حوالي 260 مليون قنبلة صغيرة فوق لاوس، مما تسبب في دمار هائل وآثار طويلة الأمد.
حتى بعد مرور عقود، يمكن للقنابل التي لم تنفجر أن تشكل خطرًا مميتًا للكثيرين. فنسبة 40 بالمئة فقط من القنابل العنقودية تنفجر عند الاصطدام، بينما تظل القنابل الأخرى قابلة للانفجار في أي وقت، مما يتسبب في مقتل أو إصابة الكثير من الأشخاص.
من المعروف أن 16 دولة تنتج حاليًا أو تخطط لإنتاج القنابل العنقودية، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا والصين وإيران وإسرائيل وغيرها. وقد استخدمت القوات الروسية نماذج مطورة حديثًا من القنابل العنقودية في أوكرانيا عام 2022.
من الواضح أن استخدام القنابل العنقودية يشكل خطرًا كبيرًا على المدنيين، وزيادة التصعيد في استخدامها قد يؤدي إلى نتائج عكسية وتفاقم الأخطار على المدنيين المحاصرين في مناطق القتال وعودتهم إلى منازلهم ومزارعهم.