هاتفك سيجري اتصال بصوتك دون أن تتكلم !
الهواتف الذكية من طراز "آيفون" ستتمكن من تقليد صوتك بدقة عالية لإجراء محادثات نيابة عنك
في وقتٍ لاحق من هذا العام، ستطلق شركة “أبل” مساعدة صوتية بميزة جديدة تُدعى “Assistive Access”، والتي ستمكِّن مستخدمي هواتف آيفون وأجهزتها اللوحية، الذين يعانون من إعاقات معرفية، من التفاعل بسهولة واستقلالية أكبر. ستوفِّر هذه الميزة إمكانية تقليد صوت المستخدم، مما يسمح للأشخاص الذين يعانون من فقدان حاسة النطق بالتحدث بأصواتهم في تطبيقات “أبل” ومكالماتها الصوتية.
ستتيح الميزة الجديدة للأفراد الذين لا يتحدثون الكتابة بالتحدث خلال المكالمات والمحادثات باستخدام تقنية “Live Speech”. كما سيتمكن الأشخاص الذين يواجهون خطر فقدان قدرتهم على الكلام من استخدام صوتهم الشخصي لإنشاء صوت مركب يشبههم، مما يمكِّنهم من التواصل مع أفراد أسرهم وأصدقائهم.
وبالنسبة للمستخدمين المكفوفين أو ذوي ضعف في الرؤية، ستقدِّم ميزة “المكبر” وضعًا يُسمى “Point and Speak”، حيث يمكن للمستخدمين تحديد النص الذي يشير إليه ويتم ترديده بصوت عالٍ للمساعدة في التفاعل مع الأجهزة المادية، مثل الأجهزة المنزلية.
وتهدف المساعدة صوتية وغيرها من الميزات الأخرى التي تطلقها “أبل” إلى جعل أجهزتها أكثر شمولية للأشخاص ذوي الإعاقات الإدراكية والبصرية والسمعية والحركية. وأشارت الشركة إلى أن الأشخاص الذين يواجهون ظروفًا تتسبب في فقدان الصوت مع مرور الوقت، مثل حالات التصلب الجانبي الضموري (ALS)، قد يستفيدون بشكل كبير من هذه الأدوات.
وصرَّحت سارة هيرلينغر، كبيرة مديري سياسات ومبادرات الوصول العالمية في “أبل”، في منشور على مدونتهم، قائلة: “إن إمكانية الوصول جزءٌ أساسي من رؤيتنا في أبل”. وأضافت: “تم تصميم هذه الميزات بالتعاون مع أعضاء مجتمعات الإعاقة في كل خطوة لتطويرها، بهدف دعم مجموعة متنوعة من المستخدمين ومساعدة الأشخاص على التواصل بطرق جديدة”.
من المقرر إطلاق هذه الميزات الجديدة في وقتٍ لاحق من عام 2023.
وعلى الرغم من أن هذه الأدوات تلبي حاجات حقيقية، إلا أن التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي أثارت مخاوف بشأن استخدام التلاعب بالصوت والفيديو، المعروفة بتقنية “التزييف العميق”، من قِبَل الأطراف السيئة بهدف الاحتيال أو تضليل الجمهور.
وفي هذا الصدد، أكدت “أبل” أن ميزة “Personal Voice” تعتمد على تقنيات التعلم الآلي على الجهاز نفسه للحفاظ على سرية وأمان معلومات المستخدمين.
يُذكر أن شركات تكنولوجيا أخرى قامت بتجربة استخدام الذكاء الاصطناعي لتقليد الصوت أيضًا. فعلى سبيل المثال، أعلنت “أمازون” في العام الماضي أنها تعمل على تحديث نظامها “أليكسا” ليتمكن من تقليد أي صوت، حتى لو كان لشخصٍ متوفى. وما زالت هذه الميزة تحت التطوير ولم يتم طرحها بعد.
إلى جانب الميزات الصوتية، أعلنت “أبل” أيضًا عن “Assistive Access”، وهو تطبيق يجمع بين التطبيقات الشائعة في نظام التشغيل iOS، مثل FaceTime والرسائل والكاميرا والصور والموسيقى والهاتف، في تطبيق واحد للوصول السهل والمريح.
كما قامت “أبل” بتحديث تطبيقها “Magnifier” المخصص للمكفوفين، وأضافت وضع الكشف لمساعدة الأشخاص في التفاعل بشكل أفضل مع الأشياء المادية. وستتيح هذه التحديثات للأشخاص، على سبيل المثال، استخدام كاميرا “آيفون” لتحديد مواقع الأجهزة المنزلية وقراءة النصوص على الأزرار.
تهدف “أبل” من خلال هذه الميزات إلى جعل أجهزتها أكثر شمولاً للأشخاص الذين يعانون من إعاقات في الإدراك والبصر والسمع والحركة، وتسهيل حياتهم وتمكينهم من التواصل بشكل أفضل وأكثر استقلالية.