الشرق الأوسطفلسطينلبنان

وحدة الرضوان… رعب الكيان القادم من الشمال, و مؤتمر صهيوني لكبار الضباط للتعرف على هذه القوّة

تناقلت وسائل الإعلام الصهيونية خبرًا يفيد بأن الجيش الإسرائيلي عقد قبل عشرة أيام مؤتمرًا خاصًا حضره ضباط كبار للتعرف على “قوة الرضوان” ودراسة قدراتها وأساليب عملها في حال اقتحمت “الأراضي الإسرائيلية”. وعرض الجيش الإسرائيلي خلال المؤتمر أفلامًا لتوضيح قدرات قوة الرضوان في الدفاع والهجوم، والأسلحة وطرق العمل، بما في ذلك الصواريخ القصيرة المدى والثقيلة الوزن والتسلل إلى المستوطنات ومحاولات الاختطاف والقتل والتحصن وقطع الطرق.

وحدة الرضوان

تزخر الكتب الدينية اليهودية، بالعبارات التي تدعوهم الى الحذر من الجهة الشمالية للمنطقة التي يقطنون فيها. ومنها ما يرد عن تحذير أنبياء بني إسرائيل لقومهم مراراً وتكراراً من “الخطر القادم من الشمال”، و “من الشمال ينبع الشر”، و”كل شجرة تقطعونها في لبنان ستقطع أشجاركم”. كما أن هناك عبارة أخرى وردت في سفر “يرمياهو Jeremiah” 1:14، تقول فيه “من الشمال سيأتي الشر على كل انحاء البلاد”.

لذلك فإن مستوطني الكيان المؤقت وجنوده، باتوا مدركين بأن الساحة الشمالية ستكون الأخطر على كيانهم من بين كل ساحات المواجهة والمقاومة، لأن فيها حزب الله الذي يملك قدرات، تضاهي ما تمتلكه أقوى الجيوش العالمية. وفي مقدمة هذه القدرات، القوة البرية التي أثبتت جدارتها وفعاليتها، خلال حرب الدفاع عن سوريا بعد العام 2011. وفي مقدمة هذه القوة البرية، تأتي وحدة الرضوان القتالية النخبوية.

هذه الوحدة تحظى باهتمام كبير لدى خبراء وصحافيي كيان الاحتلال، حيث يقدّرون بأنها ستكون الوحدة المسؤولة عن تحرير الجليل (يستخدمون مصطلح الإستيلاء). وهذا ما يتقاطع الى مع تصريح للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، حينما كشف بأن المقاومة لديها كتائب الرضوان والعباس، وأن اعدادهم كبيرة مجهزين بأسلحة بكميات كبيرة، وأنهم خبراء في الحرب الهجومية، وهذا شيء لم يكن لديها في العام 2006.

فما هي أبرز المعلومات حول وحدة الرضوان للقوات الخاصة، بحسب المصادر المفتوحة والصحف والمواقع الإلكترونية الإسرائيلية؟

_ تتكون هذه الوحدة من نخبة مقاتلي حزب الله، الذين يقدر عددهم بـ 2500 مجاهد، ويخضعون لفرز صارم، ومن ثم تدريبات شاقة، يتخللها التمرين على القنص واستخدام الأسلحة المضادة للدبابات والمتفجرات، وتشمل الجري لمسافات طويلة، والزحف في المناطق الجبلية، وتنفيذ عمليات الأسر أيضاً، وهي تقوم بتنفيذ أكثر المهام العسكرية السرية والحساسة، للتقدم بسرعة كبيرة، وبمهنية عالية جدًا.

_ تنقسم إلى عدد كبير من المجموعات (المكونة من 7 الى 10 أفراد)، القادرة على العمل بشكل مستقل، دون أي تعليمات مستمرة أو مساعدة لوجستية تعتمد على القيادة المركزية. لذلك فإن السمة الرئيسية لها، هي الاستقلالية الكبيرة التي تمنح لقادتها، بحيث يُسمح لهم اتخاذ قرارات تكتيكية سريعة في الميدان. ونتيجة لذلك، تتميز بالحسم والسرعة والمرونة، وهي سمات مهمة لأي قوة عسكرية.

_ أنشأها الشهيد القائد الحاج عماد مغنية بعد حرب تموز العام 2006، كإحدى خلاصات الحرب، بالتعاون مع قوة القدس.

_ يعتبر بعض الخبراء أنها تشبه الى حد بعيد، الوحدة الإسرائيلية الخاصة المعروفة بـ”إيغوز – الجوز” التابعة للواء عوز.

فيما يعتبرها آخرون، بأنها تشبه الى حد كبير القوات الخاصة الروسية “سبيتسناز”. حيث شاركوا في القتال سوية في الكثير من العمليات في سوريا. عندما شكل حزب الله قوة هجومية فعالة، في معارك تحرير المناطق من الجماعات الإرهابي المسلحة. حتى أن بعض أفراد سبيتسناز عادوا إلى روسيا، وهم يحملون وشوماً وتذكارات تذكرهم بـ “إخوانهم بالدم” في حزب الله، كما أخبر بذلك ضابط سابق في المخابرات العسكرية الروسية للكاتب “تشارلز ليستر” في موقع “بوليتيكو – Politico”.

وهناك فريق ثالث يدّعي بأنها تتلقى التدريب من وحدة القوات الخاصة في حرس الثورة الإسلامية “صابرين”.

_ وفقًا للمتابع المتخصص في الشؤون الاستخباراتية “رونين سولومون”، فإن أفراد هذه الوحدة قد شوهدوا لأول مرة في العام 2014، عندما كانوا يساعدون في تأمين وحماية مسيرات يوم عاشوراء.

_ يقدّر جيش الاحتلال بأنه في الحرب القادمة، ستستعين هذه الوحدة بالأنفاق من أجل تحرير الجليل (السيطرة عليه). بما أن الحزب ليس لديه قوة نقل جوي، ولا يستطيع إنزال قوات عسكرية كبيرة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإن الأنفاق ستكون هي البديل. وبالتالي ستكون مجموعات هذه الوحدة، هي الذراع التنفيذي لنفس الخطة. ويزعم المعلق العسكري “رون بن يشاي” بأنه سيرافق الوحدة في تنفيذ هذه الخطة أيضاً، مجموعات من العراق ودول أخرى.

_ نشر الإعلام الحربي العديد من الفيديوهات التي تظهر عناصر لهذه الوحدة، كما ظهر أفرادها خلال السلسلة الوثائقية أسرار التحرير الثاني. أظهرت هذه الفيديوهات أن عناصر هذه الوحدة يمتلكون الكثير من المهارات القتالية، من الرماية الدقيقة في أصعب الظروف، إلى تكتيكات القتال المختلفة (في الثلج وأصعب الظروف الجوية، في المساحات الواسعة، في القتال الجبلي والقتال الصحراوي، القتال المائي، تنفيذ عمليات تسلل بحرية باستخدام قوارب مطاطية، التنقل العملي على مركبات الدفع الرباعي والدراجات النارية وحتى بالدبابات وناقلات الجند المدرعة، استخدام الطائرات الشراعية، القفز بالمظلات،…).

كما بيّنت أن عناصرها مزودين بأحدث الأسلحة، مثل مسدسات HS-9 وبنادق كلاشينكوف المتطورة المخصصة للقوات المظلية AKS-74، والتي قاموا باستعراضها من خلال أداء تدريبات متقدمة في القتال قريب المدى، مثل إطلاق النار على رفاقهم المحميين بالسترات، والقنص من خلال ثقوب صغيرة فوق رؤوس زملائهم.

_ اكتسب أفرادها خبرة عملية واسعة في سوريا، تشمل تشغيل الأطر الكبيرة والمدفعية والدروع والاستخبارات والحرب الإلكترونية والمزيد، مما يتيح لهم فهم كيفية التعامل معها.

_ نشر أحد المواقع الإلكترونية الإسرائيلية تقريراً في العام 2021، يزعم فيه أن جنود الاحتلال في وحدة شقائق النعمان في الجليل، تمكنوا من رصد عناصر ومجموعات لوحدة الرضوان، ينفذون عمليات رصد في المنطقة الحدودية مع لبنان. كما تزعم بعض المواقع أن من مهام هذه الوحدة أيضاً، تنفيذ عمليات رصد واستخبارات بواسطة الطائرات بدون طيار. بهدف التحضير لتنفيذ التهديدات وتنفيذ الغارات والهجمات على المستوطنات والبؤر الاستيطانية.

المصدر
خبّرني / الخنادق

زياد إبراهيم

بوت نشر اخبار بواسطة massej.li تحت إشراف زياد إبراهيم، مختص بتقصي حقيقة الأخبار المنتشرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي ومدى دقتها، مجاز بتقنية المعلوماتية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى